للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في دعواه المعارضة لهذا الكتاب، بمزخرفات واضحة لأولي الألباب، كما سيأتي توضيح بيانه (١)، وبطلان برهانه، وخسران شأنه.

٢١ - ولم يَزَلْ حِفْظُهُ بين الصحابة في … عُلا حياةِ رسولِ اللهِ مُبْتَدَرا

"لم يَزَلْ"؛ بفتح الزاي بمعنى ما زال أي: ثبت دائمًا، و"عُلا"؛ بضم أوله؛ جمع عُليا بمعنى: أول الشيء، و"مُبْتَدَرا": اسم المفعول؛ خبر زال، يقال: بدرت الشيء وابتدرته إذا أسرعت إلى أخذه، ولو قال: "من" بدل "في" لكان أوفى.

والمعنى: أن حفظ القرآن، وضبطه باللسان والجنان، كان متداولًا ومتناولًا بين الصحابة الأعيان، من أوائل أزمنة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى آخره بوصف التمام وفيه تنبيه على شدة اهتمامهم بحفظه، وكثرة اعتنائهم بلفظه، بحيث كان أغناهم عن جمعه بين الدفتين وَفْقَ رسمِه وكانوا جمًّا غفيرًا، وجمعًا كثيرًا، فليس مدارهم ولا مدار من بعدهم على ظواهر المصاحف المضبوطة المرسومة، بل على الصحائف المحفوظة المعلومة، ومما يؤيد كمال اعتناء الصحابة الكرام بهذا المرام في حياته -صلى الله عليه وسلم- ما بينه بقوله:

٢٢ - وكلَّ عامٍ على جبريلَ يَعْرِضُهُ … وقيل آخرَ عامٍ عَرْضَتَيْنِ قرا

"كلَّ عامٍ"؛ ظرف لقوله: "يَعْرِضُهُ"، و"على جبريل"؛ متعلق به، وهو (٢) بكسر الراء بمعنى يقرأ للضبط، والضمير المرفوع المستتر فيه إلى الرسول والمنصوب إلى القرآن.


(١) في شرح البيتين ٢٣ - ٢٤.
(٢) أي: لفظ "يعرضه" بكسر الراء.

<<  <   >  >>