للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

و {حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} (١) و {فِي حَيَاتِكُمُ} [الأحقاف: ٢٠] و {لِحَيَاتِي} [الفجر: ٢٤] حيث وقعت بالألف من غير واو في جميع المصاحف سوى مصاحف العراق فإنها اختلفت كما قال: "والحذف في خلف العراق يرى".

والمعنى: أن المضاف منها رسم بالألف في سائر المصاحف وأكثر العراقية، وحذفت الألف من أقل العراقية، ثم دفع توهم خلف العراق في النوعين فقال:

٢٢٤ - وفي ألفاتِ المضافِ والعميمُ بها … لدَى حَيَاةٍ زَكَاةٍ واوُ مَنْ خَبَرا (٢)

وظاهر كلام المصنف -رحمه الله- كالمقنع أن الألف والواو محذوفتان عند بعض مصاحف العراق؛ لأنه أشار أولًا بأن الألف لا الواو في المضاف، ثم أشار بحذف الألف أيضًا في ألفات المضاف كلها كـ الزَّكَاةِ وغيرها إن وجد، "والعميم" بمعنى الكثير؛ مبتدأ، و"بها"؛ أي: في مصاحف العراق -كغيره- "لدَى زَكَاةٍ و حَيَاةٍ "؛ أي: عند ألفهما، والخبر قوله: "واو من خبرا"؛ بالإضافة فـ"من خبرا"؛ بألف الإطلاق في محل جر؛ أي: العالم الذي عرف الرسم.

والحاصلُ أن رسْم المنكَّرِ من {حَيَاةٌ} و {زَكَاةً} بواو في عميم مصاحف العراق؛ أي: في عامتها وأكثرِها -كالبواقي- ومن ثَمَّ قال السخاوي: (وجدت في الشامي بواو) (٣) وقيل: معنى عميمها؛ جميعها، والأمثلة: {خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً}


(١) [الأنعام: ٢٩] و [المؤمنون: ٣٧] و [الجاثية: ٢٤].
(٢) المقنع صـ ٥٤، ٥٥.
(٣) الوسيلة صـ ٣٩٥ والمراد قوله تعالى: {عَلَى حَيَاةٍ} [البقرة: ٩٦] وقوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ} [الروم: ٣٩].

<<  <   >  >>