للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بضمتين؛ جمع أخير؛ ظرف كأولًا (١).

والمعنى: حمدًا متلاحقًا بأن يموت على حمده سبحانه ويقوم به من قبره، كما قال الله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: ٥٢] ويدخل جنة ربه بحمده، كما أخبر الله تعالى حكاية عن أهلها بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: ٣٤] و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} [الأعراف: ٤٣] {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس: ١٠].

٢٩٥ - ثم الصلاة على المختار سيدنا … محمدٍ عَلَمِ الهادين والسُّفَرا

"الهادي"؛ اسم فاعل، وجمعه الهاديين (٢)؛ فاستُثقِلت الكسرة على الياء فحذفت (٣) فالتقى ساكنان فحذفت الأولى (٤)، و"السُّفَرا"؛ جمع سفير كالكرماء جمع الكريم، وكونه "عَلم الهادين والسُّفَرا" أنه قدوة الأنبياء عليهم السلام وعمدة الرسل، فإن آدم ومن دونه تحت لوائه يوم القيامة (والصلاة في أول الدعاء وآخره من علامات الإجابة (٥) لأن الله تعالى يقبلها (٦) وهو أكرم من


(١) أي: في الظرفية.
(٢) جميع النسخ التسع (الهادين)؛ والزيادة مني يقتضيها بقية كلامه.
(٣) أي: الكسرة.
(٤) أي: الياء الأولى لالتقاء الساكنين.
(٥) لقوله -صلى الله عليه وسلم- (كل دعاء محجوب حتى يصلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكره الهيثمي في المجمع عن عليٍّ موقوفًا وقال: (رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات) قال الألباني في السلسلة الصحيحة ٥/ ٥٤ برقم (٢٠٣٥): (قلت وهو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي، وحكاه عن أئمة الحديث والأصول) وجمع طرقَه الألباني في الموضع المذكور وقال: (وخلاصة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى على أقل الأحوال).
(٦) لا أعلم مستندًا يستثني الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- من شرطي قبول العمل إلا ما ذكره ابن القيم -رحمه الله- في جلاء الأفهام ١/ ٣٧٧ بقوله: (وقال أحمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان الداراني يقول:
من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي فإن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مقبولة، والله أكرم أن يرد ما بينهما) وهو لا يصلح مستندًا في الاستثناء، وإذ الأمر كذلك فهي كغيرها من سائر الأعمال من هذه الحيثية، وأما قول بعضهم:
أعمالنا بين القبول وردها إلا الصلاة على النبي محمد
إلى قوله: أدم الصلاة على النبي محمد فقبولها حتمًا بغير تردد
فلا دليل عليه والذي يظهر لي كلَّ الظهور أنها داخلة في الشرطين كسائر العمل فلو صلى عليه -صلى الله عليه وسلم- رياءً أو سمعة أو لدنيا يصيبها أو غير ذلك لم تقبل منه، وكذا لو ابتدع صلاة ليس عليها أمره -صلى الله عليه وسلم- لم تقبل. فالأصح إن شاء الله أن يعلل كونها من علامات الإجابة بالحديث المذكور آنفا لا بهذا التعليل.

<<  <   >  >>