للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على محل اسم "إن" كذا حققه الجعبري (١).

وأما قول الشارح: (نحو {الْكِتَابِ} و {الصَّابِرِينَ} وما أشبه ذلك من مواضع الحذف التي صارت كالرمز يعرفه القراء إذا رأوه) (٢) فبعيد عن كونه جوابًا عن السؤال؛ لأن كتابة أكثر القرآن على هذا المنوال.

هذا، والجواب الثاني أن يكون معناه (٣) أرى فيه صُوَرَ خطٍّ تخالف اللفظ والمبنى، لو جُرِيَ على ظواهرها لكان لحنًا خللًا في المعنى ستمضي العرب فيها على مقتضى قواعدها لعلمها بأن المرادَ برسمِها غيرُ لفظِها وهذا معنى قوله:

١١ - وقيل معناه في أشياء لو قرئت … بظاهر الخط لا تخفى على الكُبَرا

١٢ - لَأَاْوْضَعُواْ و جَزَاءُ الظَّالِمِينَ لَأَاْذْ … بَحَنَّهُ و بِأَيْدٍ فافهم الخبرا

أي: وقال بعضهم: معناه أرى في مبناه مواضع من الخط الاصطلاحي معلومةَ القصدِ، لكن لو قرئت عند عارفي الرسم (٤) على قياسه لكان لحنَ زللٍ كقوله: {وَلَأَاْوْضَعُواْ} [التوبة: ٤٧] {لَأَذْبَحَنَّهُ} [النمل: ٢١] حيث رُسِمَ فيهما بعد


(١) انظر: الجميلة صـ ٢٧، وقد حمل قولَ عثمان على هذا المعنى ابنُ قتيبة؛ قال في تأويل مشكل القرآن (ص: ٣٧): (وكان عاصمٌ الجحدريُّ يكتب هذه الأحرف الثلاثة في مصحفه على مثالها في الإمام، فإذا قرأها، قرأ: «إنّ هذين لساحران»، وقرأ: «المقيمون الصلاة»، وقرأ: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ». وكان يقرأ أيضا في سورة البقرة: «والصابرون فى البأساء والضراء»، ويكتبها: الصابرين. وإنما فرق بين القراءة والكتابة لقول عثمان -رحمه الله-: أرى فيه لحنا ستقيمه العرب بألسنتها فأقامه بلسانه، وترك الرسم على حاله).
(٢) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٣٩).
(٣) أي: معنى قول عثمان.
(٤) في (س) و (برا) "ولو قرئت عند عارٍ في الرسم" بتنوين الراء من عار وهو خطأ وباقي النسخ بدونه.

<<  <   >  >>