للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأجل إغضائها عنها، و"معتذرا"؛ حال الفاعل المجرور.

٢٨٦ - كالوصل بين صِلات المحسنين بها … ظنا وكالهُجْرِ بين المُهجِرِين سَرى

"الصِّلات"؛ جمع صلة وهي العطية والوصلة، و"الهُجر"؛ بالضم معناه القطع (١)، و"المهجرين"؛ اسم فاعل من أهجر، و"سرى"؛ أي: سار ليلًا، ونال نيلًا (٢).

والمعنى: أن العقيلةَ حسناءُ عند المعتقدين فيها، كحسنِ (٣) الوصلِ الناشئِ من تواردِ المتحابين، وسَوْآءُ (٤) عند المقبِّحين القولَ عنها كوحْشةِ القطْعِ (٥) الساري من المتباغضين، فكن أجود الفريقين كما قيل:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة … ولكنَّ عينَ السخط تبدي المساويا (٦)

٢٨٧ - من عابَ عيبًا له عذرٌ فلا وَزرٌ … ينجيه من عَزَماتِ اللوْم مُتَّئِرا

"مَنْ"؛ شرطية، و"عيبًا"؛ مفعول به؛ أي: ذا عيب، لذلك العيب "عذرٌ" في وقوعه، "فلا وَزَرٌ"؛ جواب الشرط؛ أي: فلا ملجأ، "ينجيه"؛ أي: يخلص


(١) بل معناه (القبيح من الكلام) كما قال في اللسان ٥/ ٢٥٣ والهَجْرُ الذي معناه القطع هو ما كان بالفتح كما قال في اللسان ٥/ ٢٥٠ (الهَجْرُ ضد الوصل).
(٢) انظر: اللسان ١٤/ ٣٨١ وزيادة "ونال نيلًا" أظنها من حرصه -رحمه الله- على السجع وإلاّ فالذي يظهر لي أن السرى هو السير ليلًا ولو باء مسراه بالفشل والغرم لا بالغنم والنَّيْل إذ لم أجد لاشتراط النيل ذكرًا في تعريفهم، والله أعلم.
(٣) كذا في (ز ٨) و (ل) و (ز ٤) و (بر ١) و (ص)، وفي (س) "الحسن".
(٤) قال في اللسان ١/ ٩٦: (ورجل أسوأ: قبيح، والأنثى سوآء: قبيحة … والسوأة السوآء؛ الخَلة القبيحة، وكل كلمةٍ قبيحةٍ أو فعلةٍ قبيحةٍ فهي سوآء).
(٥) بل كوحْشَة القبيح من الكلام. كما نبَّهتُ عليه في تعليقي على تعريفه للهُجْر.
(٦) عزاه للإمام الشافعي -رحمه الله- جامعُ ديوانه محمد عفيف الزعبي صـ ٩١.

<<  <   >  >>