للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمعنى: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، ونقل بعضهم أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ عليه مرتين في آخر عمره إشارة إلى ما روي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل سنة وأنه عارضني العامَ مرتين فلا أراه إلا حضر أجلي) (١).

والمعارضةُ يَحْتَمِلُ المدارسةَ بأن يقرأ هذا مرة والآخرُ أخرى، ويحتمل أن يكون القارئ جبريل والسامع هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو بالعكس كما اختاره الشيخ الإمام (٢)، ولعله أظهر ليتبين به طريق التعليم اللَّذَيْنِ يحصل بهما الضبط على وجه التتميم وهو أن يقرأ الأستاذ ويستمع التلميذ في القرآن والحديث كما كان حالُ غالبِ السلفِ، أو بالعكس كما هو غالبُ حالِ الخلفِ، والخلاف في أن أيتهما أولى مشهور، وتفصيله في كتب الأصول مسطور، ويؤيده ما روي عن ابن عباس (أن جبريل كان يلقاه في كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن) (٣)، فكأنه -صلى الله عليه وسلم- جمع بين الطريقين للإتمام والإعلام.

٢٣ - إن اليمامةَ أَهْوَاها مسليمةُ الـ … ــكذابُ في زمنِ الصدِّيقِ إذْ خَسِرا

"اليمامة"؛ جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام وبلاد الجو (٤) منسوب إليها سميت باسمها؛ وهي أكثر نخيلًا من سائر الحجاز، وبها


(١) رواه البخاري ك: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة (٣٢٢٠) وفي ك: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام (٣٦٢٤) وفي ك: الاستئذان، باب: من ناجى بين يدي الناس ومن لم يخبر بسر صاحبه (٦٢٨٥). ومسلم ك: الفضائل، باب: كان النبي أجود الناس بالخير من الريح المرسلة (٢٣٠٨) وفي ك: فضائل الصحابة، باب: فضائل فاطمة بنت النبي (٢٤٥٠).
(٢) الشاطبي في هذا البيت.
(٣) رواه البخاري ك: فضائل القرآن، باب: كان جبريل يعرض القرآن على النبي (٤٩٩٨) ورواه غيره.
(٤) (واحد الجواء، وهو ما اتسع من الأودية لغة، … وهو يتعين بالإضافة، وكان قبلُ عَلَمًا على اليمامة في عهد طسم وجديس، وإنما غلبت عليها هذه التسمية "اليمامة" بعد قصة اليمامة "الزرقاء"). اهـ مختصرًا من معجم اليمامة لعبد الله بن خميس (١/ ٢٦٠ - ٢٦١).

<<  <   >  >>