للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: لا تقرأها إلا " ذِي "، وقال (١) بإسناده عن خلاد بن خالد المقرئ عن علي بن حمزة الكسائي، قال: في مصاحف أهل الكوفة: {وَالْجَارِ ذَا الْقُرْبَى} وكان بعضهم يقرؤها كذلك، ولست أعرف أحدًا يقرؤها اليوم إلا ذي) (٢)

وقال السخاوي (٣): (وإنما قال الناظم: "عن الفراء"؛ اعتمادًا على قول أبي عمرو: إنه لم يجدها في مصاحفهم ولم يقرأ بها أحد منهم) (٤).

قلت: بل الظاهر أنه اعتمد على مجموع ما تقدم (٥) إلا أن تعبير الناظم بـ"العراق" موهم أن يكون الفراء نسب إلى مصحف البصري أيضًا (٦) وليس كذلك، فكان الأولى أن يقول:

ونصب وَالْجَارِ ذَا الْقُرْبَى بكوفية .....................................

وليندفع به أيضًا أن الفراء نقل هذا عن طائفة من أهل العراق (٧) فإنه ليس كذلك بالاتفاق.

٦٤ - مع الْإمام وشامٍ يَرْتَدِدْ مدني … وقبله وَيَقُولُ بالعراق يُرى (٨)

بصيغة المجهول أي: "يُرى" إثباتُ واوِه قبل يائِه، وقوله: " يَرْتَدِدْ " اكتفاء باللفظ عن القيد فإن الوزن لا يستقيم إلا بالفكِّ الدالِّ على الدالَيْن.


(١) القائل هو السخاوي أيضًا لا الداني كما توهمه عبارة المؤلف رحمهم الله.
(٢) الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ١٣٣.
(٣) متصلا بكلامه السابق وإنما احتاج المؤلف إلى هذه العبارة لتَوَهُّمِهِ أنه قد فصل بكلام للداني.
(٤) الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ١٣٣.
(٥) لم يتقدم للداني مما يصلح أن يكون سببًا لذلك سوى ما ذكره السخاوي عن الداني، ولكن المؤلف لما تَوَهَّم أن المتون المذكورة وأسانيدها للداني قال: (بل الظاهر أَنَّه اعتمد على مجموع ما تقدم)، وعليه فالصواب ما ذكره السخاوي.
(٦) بل تعبيره لا يوهم ذلك لأن طائفة الشيء جزء منه؛ لا كله كما في الحديث "في طائفة النخل" فقوله "بطائفة من العراق" يصدق على الكوفة وحدها، وعلى البصرة وحدها، وعليهما معا.
(٧) هو مدفوع بدون هذا التقدير كما سبق بيانه.
(٨) المقنع صـ ١٠٣، ١١٠.

<<  <   >  >>