للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - حيٌّ عليمٌ قديرٌ والكلامُ له … فردٌ سميعٌ بصيرٌ ما أراد جرى

جمع الشيخ في هذا البيت جميع الصفات السبع لذات الله تعالى (١) وأضاف إليه الوحدانية بقوله: "فردٌ"، والتقدير: هو "حيٌّ" بحياة أزلية أبدية، "عليمٌ" بالجزئيات والكليات بعلمه القديم، "قديرٌ" بقدرتِهِ الكاملةِ وقوتِهِ الشاملةِ، والحال أن "الكلام" ثابت "له" فهو متكلم بالكلام النَّفْسِيِّ من غير الحرفِ والصوتِ النَّفَسِيِّ (٢)، واحد؛ لا مثل له في ذاته وصفاته، ولا شريك له في خلق مصنوعاته، "سميعٌ"؛ يدرك جميع المسموعات؛ ولو كان في أعلى مراتب الخفيات، "بصيرٌ"؛ يدرك المبصَراتِ كلَّها؛ ولو كانت الذرةَ السوداء، في الليلةِ الظلماء، على الصخرةِ الصماء، يستوي في علمه وسمعه وبصره ما في الأرض والسماء، "ما أراد" الله سبحانه "جرى"، وكان كما قضى، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن في كل زمان ومكان.


(١) مذهب السلف إثبات جميع ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- على الحقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، ومذهب الأشاعرة الاقتصارُ على إثبات الصفات السبع التي ذكرها الناظم فقط ونفيُ ما عداها فرارًا من تشبيه الله بخلقه-زعموا-، ومذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم، وانظر: للتوسع بيان تلبيس الجهمية ١/ ٥٠٠، ومجموع الفتاوى ٦/ ٣٦٣، والرسالة الأصفهانية كاملة.
(٢) كذا في (ز ٨) و (ز ٤)، وفي (ل) "من غير الحروف والصوت النفسي"، وفي (ص) و (بر ١) "من غير الحرف والصوت النفسي" وفي (س) " من غير الحروف والصوت النفسي)، وهذا مذهب الأشاعرةِ في صفة الكلام لله، وقد رد عليهم شيخ الإسلام في مواضع من كتبه، وأهمها ما جاء في "التسعينية" حيث رد عليهم من ثمانيةٍ وسبعين وجهًا من صـ ١٤٣ - ٢٤١ وأخصُّها الأوجُهُ من الثاني عشر إلى الخامس والعشرين من صـ ١٥١ - ١٦٩، ومذهب السلف في كلامه تعالى أنه شامل للفظ والمعنى، وأن القرآن؛ -حروفَه ومعانيَه- كلامُ الله تعالى. انظر: "الإيمان" صـ ١٦٢، و"درء التعارض" ٢/ ٣٢٩ و ١٠/ ٢٢٢، و"مجموع الفتاوى" ١٢/ ٦٧ و ٦/ ٥٣٣.

<<  <   >  >>