للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقول: الظاهر أن هذا مخصوص منه، (قال في المقنع: "على أني وجدت في مصاحف المدينة وأكثر الكوفية والبصرية التي كتبها التابعون في يوسف {بُشْرَايَ} و {مَثْوَايَ} و {هُدَايَ} و {مَحْيَاىَ} بغير ياء ولا ألف" (١)، ولا يعني أنه ليس بعد الراء مثلًا حرف؛ بل بعده ياء واحدة هي ياء الإضافة ولم يرسم مكان الألف شيء، "وكذلك {سُقْيَاهَا} " بياء واحدة وحذفت الأخرى بها، ثم قال في المقنع: "وجدت {سُقْيَاهَا} في أكثرها بالألف" يعني مع الياء واعتمد الناظم (٢) فوجه الحذف زائد عليه) (٣)، هكذا قاله الجعبري.

ثم قوله: "حُبِرَا"؛ بألف الإطلاق على صيغة المجهول؛ بالحاء المهملة من الحبْرِ المأخوذِ من التحبير، وهو التحسين؛ لتحسينه الورق، ومنه يقال لوعاء الحبر: المحبرة؛ أي: كتب بالياء على مراد الإمالة، وبالخاء المعجمة؛ أي: خُبِرَ رسمها كذلك فهو من مادة الاختبار.

٢٢٩ - كِلْتَا و تَتْرَى جميعًا فِيهِما ألفٌ … وفي يَقُولُونَ نَخْشَى الخُلْفُ قد ذُكِرا (٤)

أي: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ} بالكهف [آية: ٣٣] و {تَتْرَى} بالمؤمنين [آية: ٤٤] "جميعًا"؛ أي: معًا "في" طرفيهما "ألفٌ" ثابت، " وفي {يَقُولُونَ نَخْشَى} [المائدة: ٥٢] الخُلْفُ" المطلق، فرسم في بعضها بألف، وفي بعضها بالياء، وهو أولى لموافقته القياس كما لا يخفى، و"قد ذكر" خُلْفُهُ فيما تقدم، وألفه للإطلاق، ولما لم يذكره في بابه نَبَّهَ على أنه ذكره في باب آخر بقوله: "ذُكرا" فتذكر.


(١) المقنع صـ ٦٣.
(٢) كذا في جميع النسخ، ومخرج في حاشية (ل): (وعلى هذا اعتمد الناظم جعبري) ونصه في الجميلة (صـ ٣٠٧): (يعني مع الياء على الأصل المخصص، وعلى هذا اعتمد الناظم، فوجه الحذف زائد عليه).
(٣) ما بين القوسين من الجميلة صـ ٣٠٧.
(٤) المقنع صـ ٦٥ و ٩٣.

<<  <   >  >>