للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩ - ومن روى ستُقيم العُرْب ألسُنُها … لحنًا به قولَ عثمانٍ فما شُهِرا

"من"؛ مبتدأ؛ موصول متضمن لمعنى الشرط فلذا دخل الفاء في خبره وهو قوله "فما شُهِرا"؛ بصيغة المجهول، وألفه للإطلاق؛ أي: ما اشتهر عند المحدثين، وما صح عند المحققين، وجملة "ستُقيم العُرْب ألسُنُها لَحْنًا به"؛ مفعول به لـ "روى"، و"قولَ عثمانٍ"؛ منصوب بأعني أو بدل من المفعول، وقال الشارح: (هو المفعول والجملة هي المقول) (١)، وصرف "عُثمانٍ" للضرورة، و"العُرْب"؛ بضمٍّ فسكونٍ؛ لغةٌ في العَرَب، وهو فاعل "ستقيم"، و"ألسُنُها"؛ بدل منه؛ بدل البعض من الكل (٢) أو بدل الاشتمال (٣)، وقوله: "لحنًا به"؛ مفعول به لـ "ستقيم"، وضمير "به" راجع إلى الأصل المذكور (٤).

وذكر الشارح بسنده (عن عبد الأعلى (٥) أنه لما فرغ من المصحف أُتِيَ به عثمان -رضي الله عنه- فقال: "قد أحسنتم وأجملتم أرى شيئًا من لحنٍ ستقيمه العرب بألسنتها" (٦) قال: وكذلك رووا عن يحيى بن يعمَر (٧) أنه قال ذلك عن


(١) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٣٤).
(٢) بناء على أن المراد بالألسن جمع لسان وهو العضو المعروف.
(٣) بناء على أن المراد بالألسن جمع لسان وهو اللغة.
(٤) في قوله في البيت رقم (٧): إذ خير القرون أقاموا أصله وزرا.
(٥) ابن عبد الله بن عامر بن كريز أبو عبد الرحمن البصري، مقبول. اهـ من التقريب ١/ ٤٦٤.
(٦) راوه أبو داود في كتاب المصاحف (صـ ٤١) اختلاف ألحان العرب في المصاحف رقم (١٠٤، ١٠٥، ١٠٦، ١٠٧، ١٠٨) وقال: (هذا عندي يعني بلغتها، وإلا لو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعًا لما استجاز أن يبعث به إلى قوم يقرؤونه) وقال قبله: (والألحان اللغات، وقال عمر إنا لنرغب عن كثير من لحن أبيّ، يعني لغة أبيّ). وقال ابن تيمية: "هذا خبر باطل لا يصح من وجوه" ثم ساقها في مجموع الفتاوى ١٥/ ٢٥٣، ورواه أبو عبيدة في فضائل القرآن حديث (٥٥٥).
(٧) العدواني أبو سليمان البصري، أخذ القراءة عرضًا والعربية عن أبي الأسود الدؤلي، وسمع ابن عباس وابن عمر وعائشة وأبا هريرة -رضي الله عنهم-، قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وغيره وهو أول من نقط المصحف وكان فصيحًا مُفَوَّهًا عالمًا، توفي قبل سنة ٩٠. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٦٧ ترجمة رقم (٢٤).

<<  <   >  >>