(٢) أي: على الرغم من كون صاحب الحال وهو الجمع (أَسِرَّتُها) مما يصح فيه التذكير والتأنيث لكونه جمع ما لا يعقل إلا أن تذكير الحال: (مسرورًا) الذي هو وصفٌ في المعنى دل على تذكيره. (٣) قال في زاد المسير ٧/ ٣٩٨: (قال ابن قتيبة وهو قول أصحاب اللغة … طيبها لهم يقال طعام معرّف أي: مطيب … ورواه عطاء عن ابن عباس، وأما قول الجمهور منهم مجاهد وقتادة واختاره الفراء وأبو عبيدة فهو: عرفهم منازلهم فيها فلا يستدلون عليها ولا يخطئونها) واقتصر إماما المفسرين الطبري وابن كثير على قول الجمهور، وروى ابن جرير الطبري ٢٦/ ٤٤: بسنده عن أبي سعيد الخدري قال" … ثم يؤذن لهم بالدخول في الجنة قال فما كان المؤمن بأدل بمنزله في الدنيا منه بمنزله في الجنة حين يدخلها" وعن قتادة: عرفها لهم أي: منازلهم فيها وعن مجاهد قال: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم لا يخطئون كأنهم سكانها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدًا، وعن ابن زيد قال: بلغنا عن غير واحد قال: يدخل أهل الجنةِ الجنةَ ولهم أعرف بمنازلهم فيها من منازلهم في الدنيا التي يختلفون إليها في عمر الدنيا. وذكر بعضَها ابنُ كثير ٤/ ١٧٥: وزاد قول محمد بن كعب يعرفون بيوتهم إذا دخلوا الجنة كما تعرفون بيوتكم إذا انصرفتم من الجمعة … وذكر الحديثَ الصحيحَ بذلك الذي رواه البخاري (٢٤٤٠) من حديث قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار يتقاضون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة والذي نفسي بيده إن أحدكم بمنزله في الجنة أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا.