للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال البيهقي: الأظهر أنه أراد لا تخلطوا به غيره من الكتب؛ لأن ما خلا القرآن من كتب الله إنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وليسوا بمأمونين عليها) (١).

٣٦ - وصارَ في نُسَخٍ منها مع المدني … كوفٍ وشامٍ وبصرٍ تملأ البَصَرا

أصل "كوفٍ وشامٍ وبصْرٍ" بالياء النسبية ثم خففت فحذفت كالمنقوص، و"البصرا"؛ من النظر، وألفه للإطلاق؛ يعني "صار" القرآن مكتوبًا في أربع نسخ نسخت من الصحف الأولى، أو في جملة النسخ؛ مصحف أرسل إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى البصرة، مع مصحف أبقاه عثمان عنده في المدينة المعطرة، ليكون إمامًا للناس ومرجعًا للقراء المهرة، وفي بيان وجوه القراءات المعتبرة (٢)، فعَدَّها الناظم باعتبار المواضع التي نقلت إليها فحصل بذلك فائدتان: إحداهما: عدد المصاحف. وثانيهما: البلاد التي أرسلت إليها.

وفي نسخة: و"سار" بدل "صار"؛ أي: سار القرآن في أربعة مصاحف إلى الأربعة من البلدان، وجملة: "تملأ البصرا"؛ حال، أي: حال كون هذه المصاحف تعجب الناظر فيها، وتملأ البصر بمبانيها، المترتب عليها حسن معانيها.


(١) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (ج ٢/ ٢١٩) النوع السادس والسبعون: في مرسوم الخط وآداب كتابته.
(٢) قال أبو عمرو الداني في المقنع صـ ٩: (أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدٍ منهن فوجَّهَ إلى الكوفة إحداهن وإلى البصرة أخرى وإلى الشام الثالثة وأمسك عند نفسه واحدة وقد قيل إنه جعل سبع نسخ، ووجَّهَ من ذلك أيضًا نسخة إلى مكة ونسخة إلى اليمن ونسخة إلى البحرين، والأول أصح وعليه الأئمة).

<<  <   >  >>