للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمعنى: ما عاب خَطْبَ "مراميها" ومقاصدها في حال سدادها عدَمُ ناظمِها ما يلتجئ إليه في نظامها، فكأنه يقول: ما ضره زهدُ الناس فيه وقلةُ احتفالهم به وإقبالُهم عليه، وهذا إخبار عن أول حلوله بمصرَ حيث دخلها غريبًا لا أتباع معه، وكأنه امتُحن في أول وصوله وبقي كذلك إلى أن انتشر علمه واشتهر نظمُه.

٢٨٤ - غريبة ما لها (١) مرآة مَنْبهَةٍ … فلا (٢) يَلُمْ ناظرٌ من بدرِها سِرَرا

أي: العقيلة "غريبة"، وهو لناظمها في المعنى، والمرآة الغريبة (٣) مَثَلٌ في صقالتها لاحتياجها إليها، و"مرآة مَنْبهَةٍ"؛ بفتح الموحدةِ وكسرها؛ أي: مَنْبَهةٍ ومُنقية (٤) والإضافة على حدِّ "ثوبُ خَزٍّ"، "فلا يلُم" بضم اللام، مضارع لامَ لومًا وملامةً، جُزِمَ بـ"لا (٥) الناهية"، وحذفت واوُه لالتقاء الساكنين، و"ناظرٌ"؛ فاعله، وناظمَها المقدرَ؛ مفعوله، و"سِررا"؛ بفتحتين وبكسر أوله (٦)؛ آخر ليلة من الشهر، ويطلق على الخطوط التي تكون في الوجه من الغصون (٧) يعني (٨): إن رأى ناظرٌ في بدرها سِررا هنالك، فلا يلم ناظمها على


(١) كذا في (ل) و (ز ٤) و (بر ١) و (ز ٨) وفي (ص) "غريبة وهو ما لها"، وفي (س) "غريبته ما لها" والصواب ما أثبته.
(٢) كذا في (س) و (ل) و (ز ٤) و (ز ٨) و (بر ١)، وفي (ص) "فلم" مع أنه في شرحها قال: فلا، والصواب ما أثبته.
(٣) كذا، ولعل صوابه (ومرآة الغريبة) لما سيذكره بعد أسطرٍ من كلام السخاوي.
(٤) كذا في (بر ١) و (ز ٨) و (ص) و (س) و (ل)، وفي (ز ٤) كأنها "منقية" أيضًا.
(٥) كذا في (س) و (ل) و (ز ٤) و (ز ٨) و (بر ١)، وفي (ص) بلام.
(٦) بفتحتين: أي: على السين والراء، (سَرَرا)، وبكسر أوله (سِرَرا) قال في اللسان ٤/ ٣٥٧: والسَّرر والسِّرر والسَّرار والسِّرار كله الليل التي يستسر فيها القمر)، وقد كتب في نسخة النمسا على قوله (بفتحتين): أي: الراءين، وعلى قوله (وبكسر أوله) أي: السين؛ وهو غلطٌ، صوابه ما ذكرت من أن قوله: (بفتحتين) أي: على السين والراء.
(٧) قال في اللسان ٤/ ٣٥٩: (والسُّر والسِّر والسِّرر والسِّرار، كله خط بطن الكف والوجه والجبهة).
(٨) كذا في (ص) و (ل) و (ز ٤) و (ز ٨) و (بر ١)، وفي (س) سقطت كلمة "يعني".

<<  <   >  >>