للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك، ويطلق على الكمأة من طين وقشر (١)، فالمعنى: إن رأيتَ على بدرها الكاملِ في النورِ المبينِ، مثلَ ما تراه على الكمأة من القشر والطين، فلا تلم ناظمها في مقام اليقين.

والمعنى: أن هذه القصيدة غريبة وليست لها مرآة تُنَبِّهُها على عيب تُصلِحُه، يعني أنه (٢) كان في حال نظمِها غريبًا، وليس لها (٣) مرآة؛ أي: لا يجد معينًا بكُتُبٍ يطالعها وإنما اعتمد على حفظه في نظمها، قال السخاوي: (وأصل هذا الكلام أن المرأة إذا كانت بين أهلها كان لها منهم من يُصلِحها ويُزيِّنها فهي لا تحتاج إلى المرآة، وإذا كانت المرأة غريبةً عدِمت ذلك فهي تعتمد على المرآة وحدها فما رأته أصلحته منها فتكون مرآتها صقيلة أبدًا لاعتمادها على النظر فيها فصارت مرآةُ الغريبةِ مثلا مضروبًا لكل شيء صقيل نقيٍّ، قال الشاعر:

ووجهٌ كمرآة الغريبة أسْجَحُ (٤) .......... ..........................

ومعنى أسجح؛ معتدل حسن) (٥)، ومحل الكلام، في مقام المرام، أن ناظمها ما كان له أهلٌ يعينونه على تحسينها، وإماطة شَينها، وإقامة تزيينها، ولا ما يقوم مقامهم في التنبيه على ذلك بالآلة المقابلة، والحالة المجاملة (٦)، فلا تلم يا قارئَها أو سامعَها؛ ناظمَها وجامعَها، على نقصٍ تتوهمه في كمالها من فواتِ قيدٍ، أو ترتيبٍ، أو جزالةٍ، أو تهذيبٍ، أو تفريعٍ في مقالها؛ لقيام عذره


(١) قال في اللسان ٤/ ٣٦١: (وسرير الكمأة وسِررها بالكسر ما عليها من التراب والقشور والطين. قال ابن شميل: … وليس للكمأة عروق ولكن لها أسرار).
(٢) كذا في (س) و (ل) و (ز ٤) و (بر ١) و (ز ٨)، وفي (ص) "أن".
(٣) كذا كل النسخ التسع، ولعل صوابه "له".
(٤) البيت لذي الرمة وهو في ديوانه صـ ٦٨ وصدره: لها أُذُنٌ حشرٌ وذِفْرى أسيلة .... وهو في مقاييس اللغة ٣/ ١٣٣، ومجمل اللغة ٣/ ١١٩.
(٥) انظر الوسيلة صـ ٤٦٧.
(٦) كذا في (س) و (ل) و (ز ٤) و (بر ١) و (ز ٨)، وفي (ص) "المحاملة".

<<  <   >  >>