للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قراءة المد وفتح الشين (١) هذه الألف صورة الألف الموجودة في اللفظ، وكذا اتفقت على رسم {مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا} بالكهف [آية: ٥٨] بياء، قال أبو عمرو: (ولا أعلم همزة متوسطة قبلها ساكن رسمت في المصاحف إلا في هذه الكلمة (٢) وفي (٣) قوله تعالى: {مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا} في الكهف) (٤)، وقوله: "رسمت"؛ أي: بالياء (٥)، ووجهه: أنه نقل حركة الهمزة إلى ما قبله، فبعد النقل تصير ساكنة قبلها كسرة وقياسها الياء (٦) والله تعالى أعلم.

٢٠٩ - وأَن تَبُوءَ مَعَ السُّوأَى تَنُوأُ بها … قد صُوِّرَتْ ألفًا منه القياسُ بُرَا (٧)

أي: همزة " أَنْ تَبُوءَ "، وضمير "بها" إلى المصاحف، و"بُرَا": جمع بريء كعجاب قُصِر للوزن.

والمعنى: اتفقت المصاحف على رسم ألفٍ خارجٍ عن القياس بعد الواو في قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ} بالمائدة [آية: ٢٩] و {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}


(١) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. وانظر: النشر ٢/ ٣٤٣، والكشف ٢/ ١٧٨، والإقناع ٢/ ٧٢٦.
(٢) مراده بالكلمة (النَّشْأَةَ).
(٣) في سائر النسخ "وهي"، والتصويب من المقنع صـ ٤٣.
(٤) المقنع صـ ٤٣.
(٥) بل مراده: (ولا أعلم همزة متوسطة قبلها ساكن رسمت في المصاحف إلا في هاتين الكلمتين حيث الألفُ في " النَّشْأَةَ " صورةُ الهمزةِ، والياءُ في " مَوْئِلًا " صورةُ الهمزة، وقياس الكلمتين عدم الصورة، لأن الهمزة إذا كان قبلها ساكن لم تصوَّرْ بصورة)، كما دل عليه ما تقدم من كلامه، وسبب خطأ المؤلف في بيان مراد الداني هو كونه جعل "هي" مكان "في" خلافًا لما في المقنع كما تقدم، فانبنى خطؤه في التفسير على خطئه في النقل.
(٦) لم أفهم مراده، والعشرة يقرؤونها بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهمزة، ولم يقرأ أحد بالنقل المذكور.
(٧) المقنع صـ ٢٥، ٤٣.

<<  <   >  >>