للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦ - ومن يقل بعلومِ الغيبِ مُعجِزُه … فلم ترى عينُه عينا ولا أثرا

إثبات الألف في المجزوم (١) لغةٌ إذا كان آخره حرف علة (٢)، وقد ثبت بها قراءة (٣)؛ فلا ينبغي للشارح أن يقول إنه ضرورة (٤).

ثم كان الأظهر أن يقول: مَعجَزه بفتح الجيم (٥) أعني إعجازه، لكن الرواية بكسر الجيم فالمراد كون معجزه (٦) بسبب علوم الغيب، التي أخبر بها في كلام اللَّارَيْب (٧).


(١) يعني به (ترى) وحقه أن يجزم بحذف حرف العلة.
(٢) وهي لغة على إهمال "لم" حملًا على لا النافية. قال ابن مالك في الكافية الشافية ٣/ ١٥٦١: وشذ رفع بعد لم … وقال في شرحه لهذا البيت ٣/ ١٥٧٤: (ثم بينت أن "لم" قد تهمل فيليها الفعل مرفوعًا كقول الشاعر:
لولا فوارس من نُعْمٍ وأُسْرُتهم … يوم الصليفاء لم يوفون بالجار)
والمراد بالشذوذ في البيت قلة الاستعمال. وقال ابن بونة في احمراره على ألفية ابن مالك:
وقلَّ فصل لا ولم وأُهملا … حملا على لا لم …
واستشهد بالبيت السابق. الاحمرار صـ ٢٨٩ - ٢٩٠.
(٣) في قوله تعالى: {يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ} [يوسف: ١٢] و {يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} [يوسف: ٩٠] قال مكي في الكشف ٢/ ١٨: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ} قرأ قنبل بياء في الوصل والوقف .. والحجة في إثبات الياء في "يتق" أن تكون "من" بمعنى الذي فيرتفع الفعل بعدها لأنه في الصلة وفي الكلام معنى الشرط لأن الفاء تدخل خبر الذي للإبهام الذي فيها، والإبهام مضارعٌ للشرط فتجزم ويصير حملا على معنى الشرط، ويجوز أن تقدر الضمة في الياء ثم تحذفها للشرط فتكون "من" للشرط، وأكثر ما يأتي في الشعر وحذف الياء هو الاختيار)، وقال ابن الجزري في النشر ٢/ ١٨٦: (واختص قنبل بإثبات الياء في موضعين "يرتعي ويلعب، ويتقي ويصبر" كلاهما في يوسف وهما من الأفعال المجزومة وليس في هذا الباب من المجزوم سواهما وفي الحقيقة ليسا من هذا الباب من كون حذف الياء منهما لازمًا للجازم وإنما أدخلناهما في هذا الباب لأجل كونهما محذوفي الياء رسمًا ثابتين في قراءة من رواهما لفظًا .. ووجه إثبات الياء في هذين الحرفين مع كونهما مجزومين إجراء الفعل المعتل مجرى الصحيح وذلك لغة لبعض العرب وأنشدوا عليه: ألم يأتيك والأنباء تنمي، وقيل إن الكسرة أشبعت فتولد منها الياء، وقيل غير ذلك والله أعلم) اهـ.
(٤) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٤٤).
(٥) والميم على أنه مصدر ميمي (مَعجَزهُ).
(٦) في (ز ٨) حاشية "على أنه مصدر ميمي".
(٧) في (ص) "كلام لا ريب"، وفي سائر النسخ "اللاريب" كما أثبته.

<<  <   >  >>