للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠ - وفي الإمامِ اهْبِطُوا مِصْرًا به ألف … وقل وَمِيكَالَ فيه حذفُها ظَهَرَا

بألف الإطلاق؛ أي: "وفي" مصحف "الإمام" الذي استخرجه أبو عبيد من خزائن بعض الأمراء رُسِم {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: ٦١] بألف بدلًا من التنوين وقد قرأ السبعة (١) به وكأنه لم ينقل عن سائر المصاحف شيء، نعم هو في مصحف ابن مسعود بلا ألف، وقرأ هو والحسن والأعمش (٢) وأُبَيٌّ بغير تنوين على أن المراد به مصر المعروف والجمهور بالتنوين لإرادة التنكير.

وقيد بـ {اهْبِطُوا} فإن {مِصْرًا} إذا لم يكن مقرونًا به فهو بلا ألف اتفاقًا، وقراءته بغير تنوين إجماعًا (٣).

قال السخاوي: (فإن قيل: فما وجه إثباتِ الألف وصرفِه وقد روي عن أُبَيٍّ وابنِ مسعود والحسن والنخعي (٤) وقتادة والأعمش وغيرهم مصر بغير تنوين.

قلت: في صرفه إن قلنا: إنه عربي وجهان؛ أحدهما: أن يراد الموضع فيصرف فإنه لا يبقى إلا العلمية (٥).


(١) بل وبقية العشرة.
(٢) سليمان بن مهران الأعمش الإمام العلم، أقرأ الناسَ ونشر العلم دهرًا طويلًا، قال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأَهم لكتاب الله وأحفظَهم للحديث وأعلمَهم بالفرائض، وقال يحيى القطان: هو علَّامةُ الإسلام، وقال العجلي: كان الأعمش ثقة ثبتًا، وكان يقرئ الناس القرآن، رَأَسَ فيه، وتوفي سنة ١٤٨. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٩٤ ترجمة رقم (٣٦).
(٣) وقد ورد في القرآن خمس مرات، وهي على التوالي: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ} [البقرة: ٦١] وقد قرأه العشرة بالتنوين ورسم بألف بدلًا من التنوين، و {تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا} [يونس: ٨٧] و {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ} [يوسف: ٢١] و {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [يوسف: ٩٩] و {يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف: ٥١]، وكلها رسمت بلا ألف اتفاقًا، وقراءتها بغير تنوين إجماعًا.
(٤) هو: الأسود بن يزيد النخعي؛ أبو عمرو، أخذ القراءة عرْضًا عن ابن مسعود وكان من أكبر أصحابه، وحدث عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ وبلال وعائشة -رضي الله عنهم-، كان رأسًا في العلم والعمل، توفي سنة ٧٥. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٥٠ ترجمة رقم (١٣).
(٥) أي: حيث لم يكن مع العلمية سبب آخر مما يوجب اجتماعُه معها المنعَ من الصرف.

<<  <   >  >>