للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١ - وَسَارِعُوا الواوُ مكيٌّ عراقِيَةٌ … وبا وَبِالزُّبُرِ الشاميْ فشا خَبَرا (١)

بالنصب على التمييز؛ أي: اشتهر "خبر" رسمه بزيادة باء في أوله، وقصر "با" ضرورة، وكذا تخفيف "الشامي" و"عراقية" وتذكير "مكّي" لأن الحرف يذكر ويؤنث، وهذا يدل على أن المصحف المكي له أصل، و"الواو" مبتدأ ثان مع خبره؛ خبر قوله: " وَسَارِعُوا " أي: واوه، أو (٢) "الواوُ" فيه "مَكِّيٌّ" إلخ، و"با"؛ مبتدأ، "فشا"؛ خبره.

والمعنى: أن إثبات الواو الأولى من وَسَارِعُوا منسوب إلى مصحف مكة والبصرة والكوفة، وأما في بقية المصاحف فمحذوفة، واختلفت القراءة في السبعة (٣)، وأما ألف {وَسَارِعُوا} [آل عمران: ١٣٣] ثابتة اتفاقًا، وأما إثبات الباء الأولى في {وَبِالزُّبُرِ} [آل عمران: ١٨٤] فمنسوب إلى الشامي وقرأ به ابن عامر (٤) بلا خلاف عنه، بخلاف ما سيأتي عنه في قوله:

٦٢ - وَبِالْكِتَابِ وقد جاءَ الخلافُ به … وَرَسْمُ شامٍ قَلِيلًا منهمُ كَثَرَا (٥)

بفتح المثلثة أي: غلب غيرَها من المصاحف في إثبات ألفها في قوله تعالى: {إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: ٦٦] كما نطق به على أنه منصوب بالاستثناء، وبه قرأ ابن عامر، والباقون بحذف الألف (٦) على أنه مرفوع بالبدل (٧)، ولو قال:


(١) المقنع صـ ١٠٢.
(٢) كذا في (س) و (بر ١) و (ل) و (ز ٤)، وفي (ص) "و" وبدل "أو"، وفي (ز ٨) "أي".
(٣) فقرأ نافع وابن عامر بلا واو قبل السين، وقرأ بقية السبعة بالواو. انظر: النشر (٢/ ٢٤٢)، والإقناع (٢/ ٦٢٢)، والكشف (١/ ٣٥٦).
(٤) انظر: النشر (٢/ ٢٤٥)، والإقناع (٢/ ٦٢٤)، والكشف (١/ ٣٧٠).
(٥) المقنع صـ ١٠٢، ١٠٣، ١١٠.
(٦) انظر: النشر ٢/ ٢٥٠، والإقناع ٢/ ٦٣٠.
(٧) انظر: الكشف ١/ ٣٩٢.

<<  <   >  >>