للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحذف ولا إثبات، وأما ساحر الذي لا يمكن فيه القراءة بوجه آخر كقوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} (١) فهو محذوف الألف إلا في موضع واحد (٢) وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى (٣) (٤) انتهى.

وأما قوله: "وقل مَسَاكِينَ عن خُلْفٍ" من جملة ما رواه نافع؛ فهو عطف على ما قبله.

والمعنى: أن رسم مساكين هنا مختلف فيه فرسم في بعض المصاحف بحذف ألفها وفي بعض بإثباتها، وذِكْرُه بعد {بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: ٩٥] يفيد محل الخلاف وقيد في الأصل (٥) بـ {طَعَامُ مَسَاكِينَ} [المائدة: ٩٥] ليخرج عنه {عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} بالمائدة [آية: ٨٩] فإنه حذف بلا خلاف، فلو قال: ثاني مَسَاكِينَ، لكان أظهر. وقد قرأ جماعة منهم أبو المتوكل (٦) وأبو نهيك (٧): مِسْكِينٍ، بالإفراد.


(١) سورة [الأعراف: ١٠٩] وسورة [الشعراء: ٣٤].
(٢) قال أبو عمرو في المقنع صـ ٢٠: (وكل شيء في القرآن من ذكر "سِحر" فهو مرسوم بغير ألف إلا موضعًا واحدًا فإن الألف فيه مرسومة وهو قوله في الذاريات [آية: ٥٢] {إلا قالواْ ساحرٌ} وحدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا عيسى عن نافع قال: كل ما في القرآن من "ساحر" فالألف قبل الحاء في الكتاب، وكذلك رسمت الألف بعد الحاء في الشعراء [آية: ٣٧] في قوله {بِكُلِّ سَحَّارٍ} ليس في القرآن غيره).
(٣) في شرح البيت ١٤٦.
(٤) الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ١٢٦.
(٥) أي: أصل العقيلة الذي هو المقنع بدليل قوله في شرح البيت (٥٩): (وهذا غير مستفاد من العقيلة وكذا من أصلها) يعني به المقنع، وهي فيه صـ ٩٣ ونصه: (وفي بعضها {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} بالألف وفي بعضها {مِسْكِينٍ} بغير ألف).
(٦) أبو المتوكل الناجي البصري محدث إمام اسمه علي بن داود متفق على ثقته توفي سنة ١٠٢. اهـ مختصرًا من سير أعلام النبلاء ٥/ ٨ ترجمة رقم (٤).
(٧) هو علباء بن أحمر اليشكري الخراساني، له حروف من الشواذ تنسب إليه وقد وثقوه، عرض على عكرمة مولى ابن عباس وغيره، روى عنه حروفه أبو المهلب العتكي وقد خرج مسلم حديثه. اهـ من الغاية ١/ ٥١٥ ترجمة (٢١٣٣).

<<  <   >  >>