للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثلاثة "أَلِفٌ"، وضمير "مع يائها" راجع إلى الألف (١)؛ والإضافة لأدنى ملابسة وهو اشتراكها في المد والإعلال؛ ولذا قيل (٢): (وجه الألف الفرارُ من اجتماع المثلينِ إلى حرفِ ألفٍ قلبها (٣) إليه أولى).

١٨٨ - بِآيَةٍ و بِآيَاتِ العِراق بها … ياءان عن بعضهم وليسَ مشتَهِرا (٤)

بكسر الهاء؛ أي: ليس هذا النقل مشهورا، وعُلم قَيْدُ الباءِ من لفظِهِ؛ فهما مختصَّان بحال وصلهما بالباء خاصة، وضمير "بها" راجع إلى "العراق" أي: في بعض مصاحف العراق لا في كلها، ولا سائر المصاحف، وضمير "بعضهم" إلى الرُّسَّام.

والمعنى: رُسِمَ في بعض المصاحف العراقية " بِآيَةٍ و بِآيَاتِ " الواحدُ والجمعُ المجروران (٥) بالباء؛ بياءين بين الألف والتاء نحو: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ} [الأعراف: ٢٠٣] و {لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ} [طه: ١٣٣] {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ} [الإسراء: ٥٩] وفي أكثرها -كالبواقي- رسما بياء واحدة (٦).


(١) بل إلى الثلاثة هَيِّاءْ ويُهَيِّاء والسَّيِّاء وقال الجعبري في الجميلة صـ ٢٥٦: (مع يائهن) وعليه فلا حاجة لقول المؤلف: (والإضافة لأدنى ملابسة وهو اشتراكها في المد والإعلال).
(٢) القائل هو الجعبري في الجميلة صـ ٢٥٧ ونصه: (وجهُ الألفِ: أن الفرار من اجتماع المثلينِ إلى حرفِ ألفٍ قبلها إليه أولى من الحذف).
(٣) كذا في نسخة: (س) و (ز ٨) و (بر ٣) و (آل البيت)، وهو الموافق لما في الجميلة وفي بقية النسخ التسع (قبلها).
(٤) المقنع صـ ٥٠.
(٥) في الأصل " المجرورين"، وصوابه ما أثبتُّ؛ لأنه نعت لنائب الفاعل بِآيَةٍ و بِآيَاتِ.
(٦) قال السخاوي في الوسيلة صـ ٣٤٧: (وقد رأيته في المصاحف العراقية بياءين بعد الألف ولم أر فيها غير ذلك) وفي المقنع صـ ٥٠: (ورأيت في بعضها -يعني المصاحف العراقية- بِآيَاتِهِ و بِآيَاتِنَا و بِآيَاتِ حيث وقع إذا كانت الباء خاصة في أوله بياءين على الأصل قبل الاعتلال، وفي بعضها بياء واحدة على اللفظ وهو الأكثر)، فههنا تعارض؛ فالداني يروي عن بعض العراقية ياءً واحدةً، والسخاوي
ينفي رؤيته لذلك فيها، لا يقال المثبت مقدم على النافي لأن النافي هنا مثبت للياءين في جميع المصاحف العراقية، وهو وإن كان إنما نفى رؤيته ولم ينف الواقع إلا أن نفيَ رؤيته نفيٌ للواقع في نفس الأمر؛ لأن مواضعها محدودة معلومة وهو حين التتبع والفحص إنما يبحث عنها في مواضعها فإن لم يرها فلا وجود لها، وبذلك يظهر التناقض التام بين قوليهما ولا مخرج منه إلا باختلاف المورد بأن يكون كل منهما يتحدث عن مصاحف عراقية غير ما يتحدث عنه الآخر ولو في مصحف واحد، ويؤيده قول السخاوي صـ ٣٤٧: (وأما قول الشيخ -يعني الشاطبي- وليس مشتهرا، فلأن أبا عمرو قال: وفي بعضها بياء واحدة وهو الأكثر "ولعل ذلك كان الأكثر فيما كشفه أبو عمرو لا في المصاحف، فإني قد كشفت جملة من المصاحف فوجدته في جميع ذلك بياءين ولم أر في شيء منها بياءٍ واحدةٍ) والله أعلم.

<<  <   >  >>