للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن يستجيبهما ويترك ما بينهما) (١).

٢٩٦ - تَندى عبيرًا ومسكًا سُحْبُها دِيَمًا … تُمْنَى بها للمُنى غاياتُها شُكُرا

نَدِيَ كرضيَ فهو نديٌّ؛ أي: ابتلَّ (٢)، و"العبير"؛ أخلاط من زعفرانٍ وغيره من الطيب (٣)، و"الدِّيَم"؛ بكسر ففتح؛ جمع ديمة وهي المطر الدائم (٤)، وقوله: تُمنَى؛ أي: تقدَّر؛ من مَنى الله كذا؛ قدّره (٥)، ومنه قول الشاعر (٦):


(١) ما بين القوسين من الوسيلة صـ ٤٧٥.
(٢) قال في لسان العرب ١٥/ ٣١٥: (ونَدِيَ الشيء؛ إذا ابتل؛ فهو نَدٍ، مثال تعب فهو تعبٌ).
(٣) قال في لسان العرب ٤/ ٥٣١: (العبير؛ أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران وقيل هو الزعفران … قال ابن الأثير: العبير نوع من الطيب ذو لون يجمع من أخلاط).
(٤) قال في لسان العرب ١٢/ ٢١٣: (والديمة؛ مطر يكون مع سكون، وقيل يكون خمسة أيام أو ستة، وقيل يومًا وليلة أو أكثر، وقال خالد بن جنبة: الديمة من المطر الذي لا رعد فيه ولا برق تدوم يومها، والجمع دِيَم؛ غُيِّرت الواو في الجمع لتغيُّرها في الواحد، وما زالت السماء دَوْمًا دَوْمًا ودَيْمًا دَيْمًا الياء على المعاقبة أي: دائمة المطر).
(٥) قال في لسان العرب ١٥/ ٢٩٢: (المَنى بالياء القَدَر … مَنَاهُ الله يَمْنِيه؛ قدَّره، ويقال مَنَى الله لك ما يسرُّك؛ أي: قدر الله لك ما يسرك، … والمَنَى والمَنِيَّة، الموت، لأنه قُدِّر علينا وقد منى الله له الموت يَمْنِي ومُنِي له أي: قُدِّر).
(٦) هو أبو قلابة الهذلي، انظر شرح أشعار الهذليين (٢/ ٧١٣) وصدر البيت:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم ..............................
وأنشده ابن فارس في معجمه (٥/ ٢٧٦) بهذا اللفظ، وكذا السمين الحلبي في درّه، رقم ٥٦٠، وفي شرح أشعار الهذليين (٢/ ٧١٣):
ولا تقولن لشيء سوف أفعله حتى تَبَيَّنَ ما يمني لك الماني
قال في لسان العرب ١٥/ ٢٩٢: (قال أبو قلابة الهذلي:
ولا تقولن لشيء سوف أفعله حتى تلاقيَ ما يمني لك الماني
وفي التهذيب: حتى تَبيَّن ما يَمني لك الماني؛ أي: ما يُقدر لك القادر، وأورد الجوهري عجز بيت حتى تلاقي ما يَمني لك الماني.

<<  <   >  >>