للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

غيره (١) عن بعضهم (٢) حذف النون فيهما، والله سبحانه أعلم بهما.

٨٠ - غَيَابَتِ نافعٌ وآيَتٌ معهُ … وعنهُ بَيِّنَتٍ في فاطرٍ قُصِرَا (٣)

بألف الإطلاق، أي: قُصِرَ ألفات هذه الكلمات.

والمعنى: نقل نافع حذف الألف في قوله: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [يوسف: ١٠] {أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [يوسف: ١٥] كما صرح في المقنع (٤) بالحرفين، واكتفى الناظم بإطلاقه الدالِّ على عمومه، والمرادُ بالألف المحذوفة هنا ألفُ الجمع من كل واحدة منهما، وأما الألفُ التي بعد الياء فمحذوفة أيضًا كما يأتي (٥)، وقد نقل نافع قصر الموضعين ولم يتعرض لهما غيره؛ فدلَّ أنهما متفقا الحذف في كل الرسوم، وقدمها الناظم على "آيَتٌ" عكس الترتيب القرآني للوزن.

ثم اعلم أن نافعًا قرأَ غَيَابَتِ بالجمع فيهما مع أنه نقل حذفهما في الرسم، وغيره قرأ بالإفراد (٦)، ثم قوله: " غَيَابَتِ ": مبتدأ، خبرُه: "نافع" أي؛ مَرْوِيُّهُ، و"آيَتٌ" عطف على " غَيَابَتِ ".


(١) بل نقل ذلك في المقنع أيضا صـ ٩٠ و ٩٩ كما رأيت في التعليق السابق.
(٢) مراده بالبعض أبو حفص الخزاز كما في كلام الداني الذي رأيته في التعليق السابق.
(٣) المقنع صـ ١١ و ١٣ و ٣٩.
(٤) انظر: المقنع صـ ١١ (ذكر ما حذفت منه الألف اختصارًا).
(٥) في شرح البيت: ١٥٢ - وما بهِ ألفانِ عنهُمُ حذِفا كالصَّالحاتِ وعَنْ جُلِّ الرُّسومِ سرَى.
(٦) انظر: النشر ٢/ ٢٩٣، والكشف ٢/ ٥، والإقناع ٢/ ٦٦٩.

<<  <   >  >>