للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤ - والحذفُ في ياءِ إِبْرَ اهِمَ قيل هنا … شامٍ عراقٍ ونِعْمَ العِرْقُ ما انتثرا

افتعال من النثر بالمثلثة بمعنى النشر، وفي نسخة صحيحة ما انتشر بالشين المعجمة ومعناهما تفرق واشتهر، وألفه للإطلاق، والمراد "بالعراق" عراق العرب وهو الكوفة والبصرة فيشير إلى انتشار حذف "ياء {إِبْرَاهِيمَ} " (١) في مصاحف الشام والعراقيين واشتهاره، فيدل ذلك على قوة القراءة بحذفها لأن عرق النبات إذا كان ممتدًا فنعم العرق، ومعنى "قيل" روي، وهو خبر المبتدأ الذي هو "الحذف" والمراد بقوله: "هنا" سورة البقرة.

والمعنى: اختلفت المصاحف في رسم الياء التي في " إِبْرَاهِيمَ " فنقل أن حذفه هنا منسوب إلى مصحف الشام والعراق، ومفهومه أنه ثبت في سائر المصاحف وأما ألفه فلم ترسم في جميع القرآن وهو الموافق للقاعدة العربية، في حذف الألفات من الأسماء العَلَمِيِّة.

ثم اعلم أن السبعة (٢) اتفقوا على إثبات الألف التي بين الراء والهاء وإنما الخلاف فيما بين الهاء والميم؛ فقرأ هشام (٣) بأَلِفٍ أخرى في مواضع مخصوصة من البقرة وغيرها (٤) فصار {إِبْرَ اهَام}، ولابن ذكوان وجهان في مواضع البقرة خاصة، والباقون بياء ساكنة مكان الألف الثانية (٥).


(١) ورد هذا اللفظ في القرآن (٦٩) مرةً في (٦٣) آية.
(٢) بل وبقية العشرة.
(٣) ابن عمار بن نصير أبو الوليد السلمي الدمشقي؛ شيخ أهل دمشق ومفتيهم وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم، مات في سنة ٢٤٥. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ١٩٥ ترجمة رقم (٩١).
(٤) وهي ثلاثة وثلاثون موضعًا. قال في النشر ٢/ ٢٢١: (ووجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة، وكذلك رأيتها في المصحف المدني وكتبت في بعضها في سورة البقرة خاصة وهو لغة فاشية للعرب وفيه لغات أخرى قرئ ببعضها وبها قرأ عاصم الجحدري وغيره).
(٥) انظر: النشر (٢/ ٢٢١، ٢٢٢) والإقناع في القراءات السبع (٢/ ٦٠٢ - ٦٠٤) وقال في آخر كلامه:
(وجملة ما في القرآن من ذكره -عليه السلام- تسعة وستون موضعًا، اختلف منها في ثلاثة وثلاثين موضعًا، وستة وثلاثون لا خلاف فيها -أي: على أنها بالياء- إلا ما ذكره السلمي في الأعلى) وقال في النشر: (وانفرد ابن مهران فزاد على هذه الثلاثة والثلاثين موضعًا ما في سورة آل عمران وسورة الأعلى فوهم في ذلك).

<<  <   >  >>