للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٦ - وعَالِمًا (١) و بَلَاغٌ وَالسَّلَاسِلُ وَالشْـ … ـشَيْطَانُ إيلَافِ سُلْطَانٍ لمَن نَظَرَا (٢)

أي: وحذف ألف "عَالِمًا" ومعطوفاتُه بملفوظ أو مقدر؛ مبتدَآتٌ، وقوله: "لمن نَظَرَا" خبرُها، وهو موصولٌ وصِلةٌ، وألفُهُ للإطلاق، أي: اتفقت المصاحف على حذف ألفِ عينِ "عَالِمًا"، وعلى حذفِ ألفِ لامِ " بَلَاغٌ "، وعلى حذف الألف التي بعد لام "سَلَاسِل"، ولم يذكر ذلك في المقنع (٣)، وعلى حذف ألف الطاء من " الشَّيْطَانُ "، وعلى حذف ألف لام "إيلَافِ " وسيأتي (٤) أن ياءها محذوف أيضًا فيصير صورته صورةَ "الف"، قال السخاوي: (ولم يذكر في المقنع إلا حذف الياء منه (٥) (٦) فيوافقه قراءة أبي


(١) كذا في جميع النسخ "عَالِمًا" بالنصب ولا أدري وجهه، وقول السخاوي في الوسيلة صـ ٢٧٥: (وقد ذكره صاحب القصيد منكرًا؛ ليعم كل موضعٍ وقع فيه، وهو كما ذكره محذوف الألف في جميع القرآن)، وقول الحعبري في الجميلة صـ ١٩٣: (لم يذكر في المقنع عَالِمًا إلا في سبأ وتبعه الناظم سياقة لرواية نافعٍ وأعاده هنا منكرا فعمّ)، وقول اللبيب في الدرة الصقيلة صـ ٣٨٤: (اعلم أنه لم يأت في القرآن "عَالِمًا" منكرا منونا أصلا؛ لأنه مضاف، لكن الشاطبي أتى به منونا لضرورة الشعر في إلزام الوزن … ليعلم أن كل سورة وقع فيها عَالِمُ الْغَيْبِ فهو محذوف الألف) كلها تبرر التنوين لا النصب؛ إذ الغرض الذي ذكروه يتحقق بالرفع
(٢) المقنع صـ ١٧، ١٨، ٨٩.
(٣) بل قد ذكر حذف ألف بَلَاغٌ وسَلَاسِل في المقنع صـ ١٧ باب ما حذفت منه الألف اختصارًا وذكر حذف ألف عَالِمُ سبأ في المقنع صـ ٨٩ باب ما اتفقت على رسمه مصاحف الأمصار، وقد تابع المؤلفُ السخاويَّ في هذا الوهم حيث قال في الوسيلة صـ ٢٧٦ (ولم يذكر في المقنع من ذلك شيئًا) وسبق أن قال صـ ٢٧٥: (لم يذكر أبو عمرو في المقنع عَالِمًا إلا في موضع واحد وذلك عالم الغيب في سبأ) وقد تعقبه الجعبري بقوله في الجميلة صـ ١٩٣: (فقول الشارح: لم يذكر فيه شيئًا من ذلك ليس كذلك بل كما فصلناه)، وكان قد ذكر بَلَاغ وسَلَاسِل والشيطان وسُلطَان عن المقنع ووافقه في التفصيل في عَالِمُ وإيلَافِ.
(٤) في البيت ١٨٤ وشرحه.
(٥) المقنع صـ ٩٠.
(٦) انظر: الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٢٧٧.

<<  <   >  >>