للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بقولنا: حرف نداء ملفوظ موضع الأعراف [آية: ١٥٠] وهو قوله: {قَالَ ابْنَ أُمَّ} فإنه رسم مفصولًا بالألفين على ما هو الأصل، وقياس همزة يَبْنَؤُمَّ أن ترسم ألفًا لأنها مبتدأةٌ تقديرًا؛ لكنْ جُعِلَتْ كالمتوسطة وهي مضمومةٌ فُتِحَ ما قبلها فرُسِمَتْ واوًا كحَرَكَتِها.

٢٠٢ - أَئِنَّكُمْ ياءُ ثاني العنكبوتِ وفي الـ … أنعامِ مَعْ فصِّلتْ والنمْلِ قدْ زَهَرا (١)

أي: أضاء رسمها بالياء، قوله: " أَئِنَّكُمْ " فاعل فعل محذوف؛ أي: رُسِمَ {أَئِنَّكُمْ}، وقوله: "ياء" بدل بعض، و"ثاني العنكبوت" أي: في ثانيه؛ أي: اتفقت المصاحف على رسم الهمزة المكسورة المسبوقة (٢) بهمزة الاستفهام ياءً في: {أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ} في الأنعام [آية: ١٩] {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً} بالنمل [آية: ٥٥] {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ} بالعنكبوت [آية: ٢٩] {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ} بفصلت [آية: ٩]، وقياسُها أن تُرْسَمَ ألفًا؛ لأنها مبتدأةٌ تقديرًا، لكنها جُعِلَتْ كالمتوسطةِ وهي مكسورةٌ فُتِحَ ما قبلها فرسمت ياءً على مراد التليين، حكى ذلك أبو عمرو عن محمد بن عيسى (٣)، وفهم من قيد "ثاني العنكبوت" أن حرف الأعراف (٤) وأول العنكبوت (٥) بغير ياء، قال في المقنع: (وجدت في يوسف [آية: ٩٠] {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} و {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} كل النمل


(١) المقنع صـ ٥١.
(٢) في الأصل: "السابقة" ولعله سبق قلم، وصوابه ما أثبتُّ.
(٣) انظر: المقنع صـ ٥١ باب ما رسمت الياء فيه على مراد التليين للهمزة.
(٤) قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً} [الأعراف: ٨١].
(٥) قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: ٢٨].

<<  <   >  >>