للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال السخاوي: (ألف ذكرا للتثنية إشارة إلى تكرار مَعْصِيَتِ في الموضعين) (١)، وأطلق بَقِيَّتُ اعتمادًا على ترجمة الباب (٢) لأن المزاحم غير مضاف (٣)، وأطلق مَعْصِيَت لتعينها (٤)، وفي نسخة: قُرَّت بدل فِطرت، والظاهر أنه تصحيف.

٢٦٩ - معًا و قُرَّتُ عَيْنٍ وابْنَتٌ كَلِمَتْ … في وسْطِ أعرافها وَجَنَّتُ البُصَرا (٥)

"معًا" قيد "مَعْصِيَتْ"، أي: موضعين؛ فهو متصل بـ ذكِرَا؛ قاله السخاوي (٦) و {قُرَّتُ عَيْنٍ} [القصص: ٩] أخرج {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: ٧٤ والسجدة: ١٧]، ورسمت {ابْنَتَ عِمْرَانَ} بالتحريم [آية: ١٢]، وهي في موضع واحد، و {كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} في الأعراف [آية: ١٣٧] بالتاء فالمصاحف العراقية اتفقت على رسمه بالتاء، ورَسَمه الغازي بالهاء (٧) وهذا يقتضي إثبات الخلاف، والمصنف اعتمد على الأول فهو نقص من الأصل ولعله عنده ضعيف، ولهذا لم يلتفت إليه الشيخ الجزري في مقدمته أيضًا (٨)، ورسم


(١) انظر: الوسيلة صـ ٤٤٩ بتقديم وتأخير لا يضر.
(٢) لأنها تكشف أن المراد إنما هو المضاف فقط لا ما قطع عن الإضافة إذ هو باب المضافات.
(٣) المزاحم هو قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ} [هود: ١١٦] وهو غير مضاف فهو خارج بترجمة الباب ولم يرد هذا اللفظ في القرآن في غير هذين الموضعين.
(٤) إذ لا وجود لها بهذا اللفظ في كتاب الله إلا في هذين الموضعين من سورة المجادلة فلا حاجة للقيد والعجيب أن الداني -رحمه الله- قال في المقنع صـ ٨٠: (قال -أي: ابن الأنباري- وكل ما في كتاب الله من ذكر المعصية فهو بالهاء إلا حرفين في المجادلة .. ) وذكرهما، وجلَّ من لا يضل ولا ينسى.
(٥) المقنع صـ ٧٩ و ٨٠ و ٨١ و ٨٢.
(٦) الوسيلة صـ ٤٥٠.
(٧) المقنع صـ ٧٩.
(٨) حيث قال صـ ٣٨٠ ـ ضمن مجموع "إتحاف البررة بالمتون العشرة": جازمًا:
وكلمت
أوسط الأعراف ............................. إلخ.

<<  <   >  >>