للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالابتداء، و"بالإثبات": أي: بإثبات الألف، و"مفتَقِرًا": حال من الفاعل؛ أي: محتاجًا إلى الكشف، وقال السخاوي: (من القفر بالقاف والفاء يقال: قفرته أي: قفوته) (١).

والمعنى: اتفقت المصاحف على حذف الألف المتوسطة في الاسمِ الأعجميِّ العَلَمِ، الكثيرِ استعمالُه في القرآن، الزائدِ على ثلاثة أحرف، نحو: إِبْرَاهِيمَ و إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ و هَارُونَ وَمِيكَالَ و عِمْرَانَ و لُقْمَانَ، وخرج بقولنا: المتوسطة في الاسم الأعجمي؛ نحو: آدَمَ وموسَى وعِيسَى وزَكَرِيَّا، وبقولنا العلَم؛ نحو: {وَنَمَارِقُ} [الغاشية: ١٥]، وبقولنا: الكثير استعماله في القرآن؛ ما ثبت ألفه بالاتفاق، وهو أربعة: طالوت وجالوت ويأجوج ومأجوج، وهذا معنى قوله:

١٤٨ - يَأْجُوجَ مَأْجُوجَ في هَارُوتَ تثبتُ مَعْ … مَارُوتَ قَارُونَ مع هَامَانَ مُشْتَهِرَا (٢)

بكسر الهاء وفتحها؛ أي: حال كون إثبات الألف مشهورًا، يعني: وما اختلف في ألف {هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [البقرة: ١٠٢] و قَارُونَ وهَامَانَ، وبقولنا: الزائد نحو: {عَادٍ} (٣)، متفق الإثبات، وكذلك حذفوا الألف من الأعلام العربية وإن لم يكثر على ما في المقنع (٤) نحو: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} [الأنبياء: ٧٩] {يَاصَالِحُ} [الأعراف: ٧٧ وهود: ٦٢] و {أَخَاهُمْ صَالِحًا} (٥) {يَامَالِكُ لِيَقْضِ}


(١) انظر: الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٢٩٣.
(٢) المقنع صـ ٢١ و ٢٢.
(٣) ورد في القرآن (١١) مرة أولها في سورة [الأعراف: ٦٥].
(٤) الذي في المقنع صـ ٢١ (وكذا حذفوها من سُلَيْمَانَ وَصَالِحُ ومَالِكُ و خَالِدٌ وليست بأعجمية لمّا كثر استعمالها) وهو مناقض لما عزاه إليه المؤلف.
(٥) [الأعراف: ٧٣] و [هود: ٦١] و [النمل: ٤٥].

<<  <   >  >>