للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧ - وَقَاتَلُوا وَثُلَاثَ معْ رُبَاعَ كِتَا … ـبَ اللّاهِ معْهُ ضِعَافًا عَاقَدَتْ حَصَرَا

جميع ما في هذا البيت مما رواه قالون عن نافع أيضًا فهو معطوف على ما قبله "معًا طائِرًا عن نافع"، وفي "حَصَرَ" ضميرٌ راجعٌ إلى "نافعٍ" أي: حَصَرَ جميعَ ذلك وأحصاه، وقيل: "حَصَرَا"؛ حال بتقدير قد، أو بدونه؛ أي: حال كونه "حَصَرَ" حذف الألف فيها.

والمعنى: روى نافع حذف الألف في قوله تعالى: {وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا} في آل عمران [آية: ١٩٥]، واختلف في التلاوة فحذفها حمزة والكسائي (١) وأثبتها غيرهما (٢)، وكذا رَوَى حذفَ الألف في "ثُلَاثَ مع رُبَاعَ" في قوله تعالى: {مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: ٣]، ولم يقرأ أحد بحذف الألف هنا فحَذْفُه تخفيف مع العلم بموضعه.

ثم اعلم أنّا فسرنا كلام الناظم بما في النساء وإن كان ما في سورة فاطر [آية: ١] من قوله تعالى: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} أيضًا رسم بالحذف؛ لأن الكلام في هذا الربع، ولأن نافعًا ما روى إلا ما في سورة النساء، وأما ما في سورة فاطر فيشمله قوله: وكل ذي عدد … الخ (٣).

نعم لو قال:

وَقَاتَلُوا وَثُلَاثَ مع رُبَاعَ معًا … مع الْكِتَابِ ضِعَافًا عَاقَدَتْ حصرا؛

لحصر، لكنه يتوهم أنهما في السورتين مروي عن نافع.

والمعنى: أن حذف ألف {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء: ٢٤] مروي عن نافع وهو لا ينافي عمومَ حذفِ الألفِ في " الْكِتَابِ "، إلا ما استثني فيما يأتي من الكتاب،


(١) لأنهما يقدمان الفعل المبنيّ للمجهول من القتل؛ على فعل المقاتلة.
(٢) انظر: النشر ٢/ ٢٤٦، والكشف ١/ ٣٧٣، والإقناع ٢/ ٦٢٥.
(٣) في البيت (١٤٠).

<<  <   >  >>