للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتأنيث، وكذا "العنكبوت" الذي عطف عليه، وقوله: "آخرها"؛ جُرَّ بدلَ بعضٍ من قوله: "تنزيل"، ونُصِبَ ظرفًا، وقوله: "انتَقَرَا"؛ ألفه للإطلاق على صيغة الفاعل؛ خَصَّ الخُلْفُ بعضَ المصاحفِ دونَ بعضٍ؛ فإن الانتقارَ تخصيصُ قومٍ بالدعوةِ دون قومٍ؛ وَأصْلُه من نَقْرِ الطائرِ بعضَ الحبِّ دونَ البعضِ.

أخبر (أن الياءَ محذوفةٌ في الرسوم في كلِّ منادى مضافٍ إلى ياء المتكلم نحو: {يَاقَوْمِ} (١) {يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: ١٦]، سوى موضعين فإن الياء رسمت فيهما بغير خلاف، وموضعٌ ثالثٌ اختُلفَ فيه، أما الموضعان فأحدهما: آخر الزمر وهو {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر: ٥٣]، لا الأول وهو قوله: {قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [الزمر: ١٠]، والثاني: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} [العنكبوت: ٥٦]، وأما الموضع المختلف فيه قوله: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} بالزخرف [آية: ٦٨] ففي مصاحف أهل المدينة والحجاز بياء وفي مصاحف العراق بغير ياء) (٢).

١٨٤ - إِيلَافِهِمْ واحذِفوا إحداهما كـ: وَرِءْ … يًا خَاطِئِينَ وَالُامِّيِّنَ مُقْتَفَرَا (٣)

بصيغة المجهول؛ أي: مُتَّبَعًا ذلك أين وقع؛ حالٌ من المفعول، أو صفةُ مصدرٍ محذوفٍ؛ أي: حذفًا، والمعنى: احذفوا ياء " إِيلَافِهِمْ " وقد سبق حذف ألفه أيضًا (٤).


(١) وردت في القرآن مرارا أولها: [البقرة: ٥٤].
(٢) المقنع صـ ٣٣ و ٣٤.
(٣) المقنع صـ ٤٩ و ٩٠ وليس فيه كلمة (خَاطِئِينَ) ولكنها تدخل في قول أبي عمرو صـ ٤٩ (وكذلك حذفت الياء التي هي صورة الهمزة في نحو: قوله مُتَّكِئِينَ والمُسْتَهْزِئِينَ خَاسِئِينَ وما كان مثله).
(٤) في شرح البيت (١٣٦).

<<  <   >  >>