للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٠ - وكلُّ ذيْ عَدَدٍ نحوُ الـ: ثَّلاثِ ثَلَاـ … ـثَةٍ ثَلَاثِينَ فادرِ الكلَّ مُعْتَبِرا (١)

أي: وحذف ألفِ "كلِّ ذيْ عَدَدٍ" هو " نحوُ الـ ثَلَاثِ ثَلَاثَةٍ ثَلَاثِينَ " بحذف حرف العطف وتقدم المعدولان أعني: ثُلَاثَ وَرُبَاعَ في رواية نافع (٢)، فاعلم كل ألف محذوف حال كونك قايسًا ما لم يذكر على ما ذكر.

والمعنى: اتفقت المصاحف على حذف كل ألف في اسم من أسماء العدد كيف تصرفت إلا ما سيأتي، وأسماؤه اثنتا عشرة كلمة؛ واحد إلى عشرة ومائة وألف، وما تصرَّف منه بالتثنيةِ والجمعِ والتركيبِ والاشتقاقِ مندرجٌ في عبارة الناظم، والواحدُ ليس بعدد فلا يحذف منه شيء (٣)، ولا من إحدى واثنتي، ولا من اثني عشر واثنتي عشرة، واثنان لم يقع في القرآن مرفوعًا؛ فلم يبق من مراتب الآحاد إلا الثلاثة وثمانية وفروعهما فيها (٤) ومن مراتب العشرات والمئآت وسيأتي زيادة ألفها.

وأما أمثلة الحذف: {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} [النور: ٥٨] و {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ} [النور: ٥٨] و {ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} [الزمر: ٦] و {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: ٢٢٨]، {بِثَلَاثَةِ آلَافٍ}


(١) المقنع صـ ١٨.
(٢) في البيت رقم (٥٧) وقال في شرحه: (ثم اعلم أنا فسرنا كلام الناظم بما في النساء وإن كان ما في سورة فاطر (آية: ١) من قوله تعالى {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} أيضًا رسم بالحذف؛ لأن الكلام في هذا الربع، ولأن نافعًا ما روى إلا ما في سورة النساء وأما ما في سورة فاطر فيشمله قوله وكل ذي عدد إلخ).
(٣) لو قال (والواحدُ ليس بعدد فلا يدخل في البيت) لكان أولى لأن ألف الواحد محذوفة في نحو قوله {الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} في ستة مواضع من القرآن أولها [يوسف: ٣٩].
(٤) كذا في (ص) وكذا في (ز ٤) و (ل) و (س) إلا أن فيها "ثلاثة" بدل "الثلاثة"، وفي (بر ١) سقط من قوله "الآحاد" إلى قوله "في مرات، وفي (ز ٨) فلم يبق مراتب الآحاد إلا ثلاثة وثمانية وفروعهما منهما" ويعني (أن الواحد ليس بعدد) (والاثنان لم يقع في القرآن مرفوعًا) (فلم يبق من مراتب الآحاد إلا الثلاثة وثمانية وفروعهما فيها ألف) لأن ما عداهما لا ألف فيها.

<<  <   >  >>