للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

" وَرَاءِ "، وقوله: " وفِي تِلْقَاءِ نَفْسِي " أي: زيد ياؤه أيضًا وهو في يونس [آية: ١٥]، وقَيَّد " تِلْقَاءِ " بـ" نَفْسِي " فخرج نحو: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ} [الأعراف: ٤٧] فإنه رسم بغير ياء، وكذا زيد ياؤه {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ} بـ طه [آية: ١٣٠] وقَيَّدَ " آنَاءِ " بـ"من" فخرج: {آنَاءَ اللَّيْلِ} [آل عمران: ١١٣] و [الزمر: ٩]؛ فإنه رسم بغير ياء، وقوله: "لا عُسُرا" بضمتين؛ لغة في العُسْر بالضم والسكون (١)، فإن جَعَلْتَ "لا" كَلَيْسَ (٢) قَدَّرْتَ لا ياءٌ عسرًا والألف بدل من التنوين، أو كَإنّ (٣) قَدَّرْتَ لا عُسُرَ فيها (٤)؛ فالألف للإطلاق لأنه مبنيٌّ معها (٥)؛ أي: لا صعوبة فيها لتَعَيُّنِها بالقيود بها.

١٩١ - وفي وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى بِأَيِّكُمُ … بِأَيْدٍ ايْن مَاتَ مَعْ إِيْن مِتَّ طِبْ عُمُرا (٦)

بضمتين لغةٌ في العُمْر، والمراد به: مدة الحياة (٧)؛ وهو تمييزٌ؛ أي: طاب عيشُك بطولِه، أو أمْرُكَ بالاستعداد للمعاد، في تحصيل الزاد، عند ذكرِ سببه وهو الموتُ، وقد وَرَدَ (أكثروا ذكر هادم اللذات) (٨) فالجملةُ دُعائيةٌ.


(١) انظر: لسان العرب ٤/ ٥٦٣.
(٢) أي: أعملتها إعمالها، وإليه أشار ابن مالك في الخلاصة بقوله:
في النكرات أُعْمِلَتْ كَلَيْسَ لا ....................................
(٣) أي: أعملتها إعمال إنّ -وهو الأرجح عندي-، وإليه أشار ابن مالك في الخلاصة بقوله:
عمل إنّ اجعل للا في نكرة مفردةً جاءتك أو مكررة
(٤) فتكون "فيها" خبرا، وإليه أشار ابن مالك في الخلاصة بقوله:
وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر إذا المراد مع سقوطه ظهر
(٥) لأنه مفرد، وقد قال في الخلاصة: وركِّب المفرد فاتحا … إلخ، وقال: وغير ما يلي وغير المفرد لا تبن … إلخ.
(٦) المقنع صـ ٤٧.
(٧) قال في لسان العرب ٤/ ٦٠١: (العَمْر والعُمْر والعُمُر: الحياة، يقال قد طال عمْره وعمُره؛ لغتان فصيحتان).
(٨) رواه الترمذي ك: الزهد عن رسول الله باب: ما جاء في ذكر الموت (٢٣٠٧) وقال: (هذا حديث حسن غريب)، والنسائي ك: الجنائز باب: كثرة ذكر الموت (١٨٤٥) وابن ماجه ك: الزهد
باب: ذكر الموت والاستعداد له (٤٢٥٨) وأحمد في مسند المكثرين، مسند أبي هريرة (٧٨٦٥) وقال محققه شعيب الأرنؤوط: (إسناده حسن) وقال الألباني: حسن صحيح.

<<  <   >  >>