للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جقال السخاوي: (وهذا الذي ذكره أبو عمرو فيه نظر فإني كشفت المصاحف القديمة التي يوثق برسمها ويشهد الحال بصرف العناية إليها فإذا هم قد حذفوا الألفين من " سَمَاوَاتٍ " في فصلت كسائر السور، وكذلك رأيتها في المصحف الشامي الذي قدمت ذكره، على أن أبا عمرو قال في آخر ذلك الفصل: (١) أخبرني بعامة هذا الفصل خلف بن إبراهيم بن محمد (٢) فيما أذن لي في روايته عن أبي بكر محمد بن عبدالله الأصبهاني عن شيوخه فهذا يحتاج إلى تَثَبُّتٍ ونظر ولا ينبغي أن يحكم على البَتِّ بأن الألف ثابتة في سورة فصلت بإجماع) (٣) وروى نافع عن المدني -كغيره- {وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ} [فصلت: ٤٧] بلا ألف واختلف في قراءة هذه اللفظة في السبعة (٤).

١١٠ - عنهُ أَسَاوِرَةٌ والرِّيحَ والمدَنِي … عنهُ بِمَا كَسَبَتْ وبالشآمِ جرَى (٥)

أي: "جرى" حذف فائه "بالشامي"، وفي نسخة "وفي الشامي"، والرواية بفتح الهمزة وبعدها ألف؛ لأن النسبة إلى الشام شامي فحذف ياء النسبة


(١) في الأصل أعاد كلمة "قال" وحذفتها لكونها ليست في الوسيلة ولكونه تكرار لا داعي له.
(٢) هو خلف بن حمدان المقرئ وتقدمت ترجمته في البيت ٤٦.
(٣) انظر: الوسيلة صـ ٢٢١ وسبب النظر في كلام الداني عند السخاوي -فيما فهمت- أمران:
١ - ما رآه هو في المصاحف. ٢ - الاستدلال على الداني بكلامه من وجهين: أ-أن كلمة"عامة هذا الفصل"ليست صريحة في عمومها لجميع الأحرف الواردة فيه، وعليه فقد يكون الاستثناء من مقول الداني لا من مرويِّه وإن لم يصرِّح بذلك اكتفاءً بقوله في آخر الفصل "بعامة هذا الفصل"، ب-أنه على فرض أنه من مرويِّه فإن في السند "شيوخه"؛ وروايةٌ فيها هذان الملحظان (تحتاج إلى تَثَبُّتٍ ونظر ولا ينبغي أن يحكم على البَتِّ بأن الألف ثابتة في سورة فصلت بإجماع) لاسيما و (أني كشفت المصاحف القديمة التي يوثق برسمها ويشهد الحال بصرف العناية إليها فإذا هم قد حذفوا الألفين من " سَمَاوَاتٍ " في "فُصِّلَتْ" كسائر السور، وكذلك رأيتها في المصحف الشامي الذي قدمت) كما قال.
(٤) قال في الكشف ٢/ ٢٤٩: (قرأ نافع وابن عامر وحفص بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد). وانظر: النشر ٢/ ٣٦٧، والإقناع ٢/ ٧٥٧.
(٥) المقنع صـ ١٣ و ١٠٩.

<<  <   >  >>