للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٣ - واكْتُبْ تَرَاءَى وَجَاءَ انَا بِوَاحِدَةٍ … تَبَوَّآ مَلْجَأً مَاءً مع النُّظَرا (١)

بضمٍّ ففتح؛ جمع نظير بمعنى المِثْلِ؛ أي: قس أمثال الأمثلة الثلاثة عليها نحو: {مُتَّكَأً} [يوسف: ٣١] و {دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: ١٧١] و {جُفَاءً} [الرعد: ١٧] وغيرها، وهذه الثلاثة معطوفة على الأَوَّلَيْنِ (٢) بمقدَّر؛ والكل مفعول "اكتب".

والمعنى: اتفقت المصاحف على رسم {تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} في الشعراء [آية: ٦١] بألف واحدة بعد الراء، وعلى رسم {إِذَا جَاءَ انَا قَالَ} بالزخرف [آية: ٣٨] بألف واحدة بين الجيم والنون، وخرج عن تَرَاءَى: {تَرَاءَتِ} [الأنفال: ٤٨]، وعن جَاءَ انَا: {جَاءَنَا نَذِيرٌ} [الملك: ٩] لأنه تَلَفَّظَ بالتثنية فتعين ما بالزخرف، وأصل تَرَاءَى تراءَيَ كتَفاعَل (٣)، وكذا اتفقت المصاحف على حذف ألف النصب، أي: الألف المبدلة من التنوين في حال النصب إذا كان قبلها همزة قبلها ألف، واتفقت المصاحف أيضًا على حذف الألف سواءً كان للنصب أو التثنية إذا كان قبلها همزة تَحَرَّكَ ما قبلها ومثَّل الناظم ثلاثة أمثلة؛ فقوله: " مَاءً "؛ مثال ألف النصب التي قبلها همزة قبلها ألف، وقوله: " مَلْجَأً "؛ مثال ألف النصب الذي قبلها همزة تحرك ما قبلها، وقوله: " تَبَوَّآ "؛ مثال ألف التثنية التي قبلها همزة تحرك ما قبلها.

ثم اعلم أن الناظم -رحمه الله- ما عيَّن الألف المحذوفة في " تَرَاءَى " واختار الداني


(١) المقنع صـ ٢٤ و ٢٦.
(٢) مراده بالأولين؛ تَرَاءَى وَجَاءَ انَا.
(٣) أي: أصل تَرَاءَى التي اتفقت المصاحف على رسمها بألف واحدة بعد الراء؛ تراءَيَ كتَفاعَلَ، فحقُّها أن تكتب بألفين، والهمزة لا تكتب في المصاحف العثمانية، فهجاؤها فيها تاء بعدها راء بعدها ألف.

<<  <   >  >>