للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والشين؛ لأن الوضع الأول لا نقط فيه.

وأقول: اتفقت الرسوم على كتابة حرفين بين الطرفين (١) ذو شكل واحد (٢) وذو ثلاثة مماثلة (٣)، وفُرِّق بينهما بتطويل المتوحد (٤)، فقُدِّمَ هذا (٥) في الشامي فصار: "ينشركم" وأُخِّرَ في غيره فصار "يسيركم" ولزم من رسم كل واحد لفظ مستعمل فتأمل (٦).

٧٩ - وفي لِنَنْظُرَ حذفُ النُّونِ رُدَّ وفي … إِنَّا لَنَنْصُرُ عنْ منصُورٍ انْتَصَرَا (٧)

أي: ومن قال: حُذِفَ النون من قوله تعالى في سورة يونس [آية: ١٤] {لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، ومن قوله تعالى في سورة غافر [آية: ٥١]: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا}؛ فرسم فيهما بنون واحدة، كلامُه مردودٌ؛ بل الصحيح أنهما مرسومتان بنونين، وفي قوله: "عنْ منصُورٍ انْتَصَرَا" بألف الإطلاق إشارة إلى أن هذا القول نصر عن منصور انتصرا بإقامة الحق بالرد، والمعنى: أن الرادَّ منصور (٨).


(١) مراده الطرفين: الياء والراء.
(٢) وهو: النون -في مصحف الشامي وقراءته-، والياء -في المصاحف الباقية وبقية القراء-.
(٣) وهو: الشين المعجمة -في مصحف الشامي وقراءته-، والسين المهملة -في المصاحف الباقية وبقية القراء-.
(٤) الذي هو: النون -في مصحف الشامي وقراءته-، والياء -في المصاحف الباقية وبقية القراء-.
(٥) أي: المتوحد الذي هو: النون -في مصحف الشامي وقراءته-.
(٦) يخشى أن يفهم من كلامه أن القراءة فرع عن الرسم وتبع له، وليس الأمر كذلك إذ القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، والرسم تابع، وعليه فإن مرادَه غيرُ ما توهمه عبارته، وقد بيَّن المؤلف ذلك في شرحه للأبيات (٤٦)، و (٥١)، و (٥٩)، وسبق التنبيه على ذلك في تعليقي على شرح البيت ٧١.
(٧) المقنع صـ ٩٠ و ٩٩.
(٨) عد الجعبري في الجميلة صـ ١٣٠؛ قول الداني في الموضعين: (ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف)، وقوله في الموضع الثاني: (وقال محمد بن عيسى: هو في الجدد والعتق بنونين) ردًّا، حيث قال بعد ذكرهما: (وهذا معنى قوله رُدَّ، أي: ردَّ نَقْلَ حذفِهما ثقةٌ عارفٌ بالرسوم، ومقتضاه التضعيف لا البطلان).

<<  <   >  >>