للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ميكائيل حذفُها في رَسْمِهِ ظَهَرَا؛

لظَهَرَ له ظُهَرَا، على أنه قراءة نافع من القراء إلا أنه ينون في النظم ضرورةً.

٥١ - ونافعٌ حيث وَاعَدْنَا خَطِيئَتُهُ … والصَّعْقَةُ الرِّيحِ تَفْدُوهُمْ هنا اعْتُبِرا

أخرج أبو عمرو الداني بسنده (عن نافع ابن أبي نعيم المدني قال الألف غير مكتوب؛ يعني في المصاحف فذكر منها: {وَاعَدْنَا} {وَوَاعَدْنَاكُمْ} [طه: ٨٠] حيث وقع (١)، {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَاتُهُ} [البقرة: ٨١] و {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ} [البقرة: ٥٥] و {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [البقرة: ١٦٤ والجاثية: ٥] و {تُفَادُوهُمْ} [البقرة: ٨٥]) (٢) ثم ألف"اعْتُبِرا" للإطلاق، وضميره للألف على تقدير مضاف؛ أي: "اعْتُبِر" حذفُ ألفِ ما ذكر، والتقدير: ونَقْلُ "نافعٍ" ما ذكر هنا "اعْتُبِر"، ولو قرئ بصيغة الفاعل له وجهٌ؛ أي: "نافع اعتَبر" حذفَ الألفاتِ هنا، ولا مفهوم له؛ إذ بقية الرسومِ موافقةٌ له.

ثم اعلم أن قيد "هنا" واقع لـ"تَفْدُوهُمْ" فباقي الأمثلة تحت عموم "حيث"، إلا أن "خَطِيئَات" هنا أضيف إلى الضمير المفرد، وفيما عداه إلى ضمير الجمع خطابًا (٣) أو غيبة (٤) وهو داخل تحت عموم قاعدة حذف الألف من جمع المؤنث السالم على ما سيجيء (٥)، وأما ما ذكره السخاوي (٦) من أن


(١) لم يقع في القرآن إلا في ثلاثة مواضع؛ قال في النشر ٢/ ٢١٢: (واختلفوا في {وَوَاعَدْنَا مُوسَى} هنا [أي البقرة: ٥١] و [الأعراف: ١٤٢]، وفي [طه: ٨٠] {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ} فقرأ أبو جعفر والبصريان بقصر الألف؛ من الوعد، وقرأ الباقون بالمد؛ من المواعدة) وانظر: الكشف ١/ ٢٣٩.
(٢) المقنع صـ ١٠.
(٣) وهو قوله تعالى في [الأعراف: ١٦١]: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ}.
(٤) وهو قوله تعالى في [نوح: ٢٥]: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا}.
(٥) في شرح البيت (٦٦) حيث حكى (إجماعهم على تعميم حذف الألف من جمع المؤنث السالم جميعِه) وشرح البيت (٦٩) حيث قال عن"كلمات": (وهو داخل في عموم حذف ألف جمع المؤنث السالم سواء كان مضافًا إلى ضمير أم لا) ونحوه في شرح البيت (٨٠) و (٨٨).
(٦) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ١٠٧) ونصه: (وقوله: "هنا" يعني في البقرة اعتبر
"الرِّيحِ" و" الصَّاعِقَةُ " وأما "تَفْدُوهُمْ" فلم يقع إلا في البقرة فليس قوله: "هنا" من أجل "تَفْدُوهُمْ" إنما هو من أجل " الصَّاعِقَةُ " و"الرِّيحِ").

<<  <   >  >>