للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "هنا" ليس من أجل "تَفْدُوهُمْ" إنما هو من أجل "الصَّعْقَةُ" و"الرِّيحِ" مع أن الحصر ليس بصحيح (١)؛ فمبني على أن ألفه للتثنية (٢)، ولا يخفى بُعْدُه عن القواعد العربية حيث فصل بقوله: "تَفْدُوهُمْ".

ثم اعلم أن حذف الألف إنما هو لاختلاف القراء في هذه الكلمات كما سبق في {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، إلا أن "الصَّعْقَة" لم يقرأ أحد من السبعة (٣) هنا بحذف ألفها بخلاف ما في الذاريات (٤) لقراءة الكسائي فيها (٥)، نعم يجوز أن تكون مرسومةً على قراءة ابن محيصن، وكانت قراءتُه مشهورةً وانقطع تواترُها بعده، فإنها تُرْوَى عن علي وعائشة وابن الزبير وقرأ بها أبو رجاء (٦) وأبو العالية (٧) وقتادة والنخعي (٨)، هذا وحَذْفُ العاطفِ في مواضع من البيت


(١) أي: حصرها بهما دون غيرهما من الكلمات الواردة في البيت قبلهما وبعدهما ليس بصحيح.
(٢) أي: ألف اعْتُبِرا.
(٣) بل ولا بقية العشرة.
(٤) وهو قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [الذاريات: ٤٤].
(٥) قال في النشر ٢/ ٣٧٧: (فقرأ الكسائي"الصَّعْقَة" بإسكان العين من غير ألف، وقرأ الباقون بكسر العين وألف قبلها) وانظر: الكشف ٢/ ٢٨٨.
(٦) العطاردي؛ عمران بن تيم البصري، أخذ القراءة عرْضًا عن ابن عباس، وتلقن القرآن من أبي موسى ولقي أبا بكر، كان يختم القرآن في كل عشر ليال، مات سنة ١٠٥ وله ١٢٧ سنة. اهـ من معرفة القراء الكبار ١/ ٥٨ ترجمة رقم (١٧).
(٧) الرياحي؛ رفيع بن مهران البصري؛ مولى امرأة من بني رياح بن يربوع، أسلم في خلافة أبي بكر ودخل عليه وصلى خلف عمر، أخذ القراءة عرْضًا عن أبيّ وزيد بن ثابت وابن عباس، قرأ عليه الربيع بن أنس والأعمش، كان إمامًا في القرآن والتفسير والعلم والعمل مات سنة ٩٠ وقيل سنة ٩٣. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار (١/ ٦٠) ترجمة رقم (١٩).
(٨) رواها الطبري في تفسيره (٢٧/ ٦) بسنده عن عمر -رضي الله عنه-، وعزاها إلى الكسائي، وعزاها القرطبي (١/ ٤٠٤) إلى عمر وعثمان وعلي وقال: (وهي قراءة ابن محيصن في جميع القرآن)، وفي (١٧/ ٥١) زاد عزوَها إلى حميد ومجاهد والكسائي، وعزاها في مختصر ابن خالويه صـ ١٣ إلى علي، وفي المحرر الوجيز (١/ ٢٢٥) إلى عمر، والقرطبي في أحكام القرآن إلى عثمان. وانظر: الدر المنثور ٢/ ٧٢٦، وتفسير أبي السعود (٢/ ٢٤٩) و (٨/ ١٤٢)، وفتح القدير ١/ ٨٧ و ٥/ ٩١، وروح المعاني ٦/ ٦، والإتحاف صـ ١٣٧.

<<  <   >  >>