للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التلاوة (١)، وأخبر عن نفسه ثانيًا (٢)؛ فلا تكرار) (٣) انتهى.

ولا يبعد أن يكون الأول للإخبار، والثاني للإنشاء؛ فلا تكرار (٤)، ولذا أتى بلفظ الإفراد حيث لم يقل: نحمده؛ ليشاركه سائرُ العبادِ، وقُدِّمَتِ الجملةُ الاسميَّة لدلالتِها على الثبوت والدوام، ثم أتى بالجملة الفعلية إيماء إلى تجدُّدِ الإنعام، وتعدُّدِ الإكرام، في الليالي والأيام.

٥ - ثم الصلاة على محمد وعلى … أشياعه أبدًا تَنْدَى ندًى عَطِرا

الجملة خبريةٌ مبنًى، دُعائيةٌ معنًى، فكأنه قال: اللهم صل على محمد وعلى أتباعه من آله وأصحابه وأحبابه وسائر أشياعه أبد الآباد، في المعاش والمعاد، على لسان جميع العباد، من العلماء والصلحاء والزهاد والعُبَّاد، وقوله: "تندى"؛ على وزن ترضى، و"ندًى" بفتح النون مقصورًا منونًا و"عَطِرا" بفتح فكسر؛ أي: صلاةً تبل بللًا طيب الرائحة وتفوح فوحا كثير الفائحة في الفاتحة والخاتمة.

٦ - وبعدُ فالمستعانُ اللهُ في سببٍ … يَهْدِي إلى سَنَنِ المَرْسومِ مُخْتَصِرا

بني "بعدُ" على الضم لحذف المضاف إليه مَنْويًّا، وأتى بالفاء على تقدير أما وتعبيرها، أو على توهُّمِ تقريرِها وتحريرِها، أو لئلا يتوهم إضافةُ "بعدُ" إلى


(١) مقصوده بلفظ التلاوة: (الحمد لله).
(٢) وذلك في قول الشاطبي (أحمده … ) الخ.
(٣) انظر: الجميلة صـ ١٧.
(٤) ليس تكرار الحمد -ولو من كل وجه تكرارًا محضًا- شيئًا يُعْتَذَرُ منه، فقد صنعه الشافعي في مقدمة الرسالة، وهو محتج بلغته، وحسبك فصاحتُه، وصنَعَه غيرُه، انظر: مقدمة الرسالة بتحقيق أحمد شاكر صـ ٧ - ٨.

<<  <   >  >>