للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بفتح الياء، والثاني الذي في الشعراء (١) بسكونها، نصَّ عليهما (٢)، ولمّا كان مبنى القول على العموم اندرج {سَيَهْدِينِ} بالصافات [آية: ٩٩] في " يَهْدِينِ "، والحاصل أن قوله تعالى: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ} في الكهف فقط [آية: ٤٠]، والثلاثة الأول مع "يُحْيِينِ" كلها في الشعراء (٣) رُسِمَ بحذف الياء، وقوله: "غاب أو حضرا" حال "يَسْتَعْجِلُونِ" بتقدير "قد" أو بدونه؛ أي: حال كونه غائبًا أو حاضرًا فإنه بحذف الياء، وقد جاء بالخطاب في سورة الأنبياء (٤) وبالغيبة في سورة الذاريات (٥) وليس غيرهما.

١٧٥ - تُفَنِّدُونِ نُنَجِّ (٦) الْمُؤْمِنِينَ وهَا … دِ الحجِّ والرومِ وَادِ الْوَادِ طبنَ ثَرَى (٧)

لفظُهُ على حذفِ الكلِّ (٨)؛ أي: وحذف ياء " تُفَنِّدُونِ " في يوسف فقط


(١) وهو قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} [الشعراء: ٧٨].
(٢) قوله: "نص عليهما" جواب لمَّا.
(٣) وهي: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: ٦٢] و {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: ٧٨ - ٨١].
(٤) وهي قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء: ٣٧].
(٥) وهي قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} [الذاريات: ٥٩].
(٦) في النسخة المطبوعة من القصيدة بزيادة واو قبل نُنجِّ وكذلك في الوسيلة والجميلة والدرة الصقيلة وتلخيص الفوائد، وينكسر البيت بها؛ إلا على قراءة حفص والكسائي ويعقوب حيث خففوا الجيم وأسكنوا النون، ولكنه يلتبس بآية [الأنبياء: ٨٨] وهي قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} وليست مرادةً للناظم؛ لأنها ثابتة الياء كما سيأتي، ولا يمكن الاحتراز منها إلا بقراءة التشديد في آية يونس وبها قرأ العشرة حاشا الكسائيَّ ويعقوب وحفصًا عن عاصم، ولم يقرأ أحد من العشرة بنونين وتشديد الجيم في الأنبياء. وانظر: النشر ٢/ ٢٥٨، ٢٥٩.
(٧) المقنع صـ ٣١، ٣٢، ٣٣.
(٨) أي: لفظ البيت على حذف الياء في كل الكلمات فيه، فلا إشباع في شيء منها.

<<  <   >  >>