للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آية: ٩٤] وما عطف عليه في قوله: "نُنَجِّ الْمُؤْمِنِينَ" في سورة يونس [آية: ١٠٣]، وهو قوله تعالى: {كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنَجِّ الْمُؤْمِنِينَ} بنونين وتشديد الجيم؛ فالمراد به ثالثةُ يونس؛ إذ التي في يوسف (١) والأنبياء (٢) بنونين خفيفتين أو بنون مشددة (٣) فخرجت، وقيد " {الْمُؤْمِنِينَ} " أخرج {نُنَجِّي رُسُلَنَا}، والصيغة معه أخرج {نُنَجِّيكَ} السابِقَيْن (٤)، وقيْدُ "هَاد" بـ"الحج والروم" أخرج {بِهَادِي الْعُمْيِ} بالنمل [آية: ٨١] فإن الياء فيه ثابت ونحو: {مِنْ هَادٍ} [الرعد: ٣٣ والزمر: ٢٣ و ٣٦ وغافر: ٣٣]، (وكرر "الْوَاد" ليعُمَّ الخاليَ من اللام والمحلَّى بها المتعددَ)، هكذا قاله الجعبري (٥).

فـ "هَادِ الحج" [آية: ٥٤] هو قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا} و"هَادِ الروم" [آية: ٥٣] قوله: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ}، وأما "الْوَادِ" ففي أربعة مواضع: بـ طه [آية: ١٢] {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} وفي القصص [آية: ٣٠] {الْوَادِ الْأَيْمَنِ}


(١) وهي قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف: ١١٠]، وقد أخرجها الناظم بقيد المؤمنين، وقد قال في النشر ٢/ ٢٩٦: (فقرأ ابن عامر ويعقوب وعاصم بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء، وقرأ الباقون بنونين الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم وتخفيف الجيم وإسكان الياء، وأجمعت المصاحف على كتابته بنون واحدة).
(٢) وهي قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: ٨٨] وقد أخرجها الناظم بقيد التشديد كما تقدم. قال في النشر ٢/ ٣٢٤: (فقرأ ابن عامر وأبو بكر بنون واحدة وتشديد الجيم على معنى: "ننجي"، ثم حذفت إحدى النونين تخفيفًا … وقرأ الباقون بنونين؛ الثانية ساكنة مع تخفيف الجيم).
(٣) لعله سبق قلم، ومراده جيم مشددة إذ لا قارئ بنون مشددة كما تقدم.
(٤) أي: السابِقَيْن لها في الذكر؛ فهما في يونس قبلها، وهما قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} [يونس: ٩٢] وقوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} [يونس: ١٠٣].
(٥) انظر: الجميلة صـ ٢٥١.

<<  <   >  >>