للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل الأخبار.

هذا ولما كان في خلافة الصديق -رضي الله عنه- استفحل أمره، واستقوى مكره فسيَّرَ إليه خالدَ بنَ الوليد وعظُم أمرُه، واقتتل المسلمون وبنو حنيفة قومُه قتالًا ما رأى المسلمون قبلَه مثلَه، وقُتِل من المسلمين ألفٌ ومائتان وجُرِح من بقي، وكان ممن قُتِل يومئذ زيد بن الخطاب (١) فانهزم المسلمون فثار البراء بن مالك (٢) فحمل على أصحاب مسيلمة فانكشفوا وتبعهم المسلمون حديقة (٣)، فأغلقوا بابها، فحمل البراء درقته (٤) على كدّته (٥) وألقى عليهم شدته فضاربهم حتى فتح الباب للمسلمين فدخلوا وقتلوا مسيلمة وأصحابه فسميت حديقةَ الموت وهذا معنى قوله:

٢٤ - وبعد بأسٍ شديدٍ حانَ مَصْرَعُهُ … وكان بأسًا على القراءِ مُسْتَعِرا

بكسر العين؛ من سعّر النارَ والحربَ بمعنى أوقدها وهو صفة "بأسًا"،


(١) ابن نفيل العدوي، كان أسن من عمر، وأسلم قبله، وشهد بدرًا والمشاهدَ، واستُشهد باليمامة، وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر، وحزن عليه عمر حزنًا شديدًا، ولما قتل قال عمر: سبقني إلى الحسنيين؛ أسلم قبلي واستشهد قبلي. اهـ من الإصابة ١/ ٥٦٥ ترجمة رقم (٢٨٩٧).
(٢) ابن النضر الأنصاري أخو أنس لأبيه، شهد مع رسول الله المشاهد إلا بدرًا، وله يوم اليمامة أخبار، واستشهد يوم حصن تُسْتَر في خلافة عمر سنة ٢٠. اهـ من الإصابة ١/ ١٤٣ ترجمة رقم (٦٢٠).
(٣) كذا في سائر النسخ التسع؛ إلا أن في هامش (ز ٨) مخرج بعد كلمة "المسلمون" فأدخلوهم" بحيث يصبح السياق فأدخلوهم حديقة. والسياق مستقيم بدونها.
(٤) الدرقة هي الواحدة من الدرق: وهو ضرب من الترسة تتخذ من الجلود. انظر: لسان العرب (١٠/ ٩٥) مادة درق.
(٥) قال في لسان العرب (٣/ ٣٧٧) مادة (كدد): (الكدُّ؛ الشدة في العمل وطلب الرزق والإلحاح في محاولة الشيء … والكد؛ الإتعاب، يقال كدّ يكد في عمله إذا استعجل وتعب). فقوله: على كدته أي؛ على الرغم من تعبه.

<<  <   >  >>