(٢) أي: للترتيب الذكري لا للترتيب الزمني، والمؤلف يكثر إيرادها بهذا المعنى، وهو في غير آية من كتاب الله كقوله تعالى: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [الأنعام: ١٥٤] بعد قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ١٥٣] مع أن إيتاءَ اللهِ موسى الكتابَ قبل ذلك بقرون، وكقوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [البلد: ١٧] بعد قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد: ١١ - ١٦] مع أن الإيمان سابق لهذه الأعمال، فهي فيهما للترتيب الذكري لا للترتيب الزمني ومنه قول الشاعر: سألت ربيعة من خيرها أبًا ثم أمًّا فقالوا: لمه أي: أبا وأمًّا، وقول الآخر: إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد قبل ذلك جده أي: ساد وساد أبوه وجده. (٣) أي: حالُ فاعلِ ذكَا، أي: شاع رسم كلِّ الرُّسَّام الكلمةَ الأُولى في يونس بالتاء حال كونِه عَطِرًا طيبًا؛ لأنه متفق عليه.