للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمؤمن (١). قلت: اتفقا على الكمية وعلى إخراج ثاني يونس، واختلفا في تعيين الأول؛ فقال ذا (٢): الأعراف وذاك (٣): الأنعام، وكلٌّ مصيبٌ؛ لكن الأنعام أنسبُ بالخلاف المشهور، ومن ثمة كان جملتها خمسة (٤) ومن قال: أربعة؛ أخرج الأعراف لشذوذ خُلفِها وقوله (٥): أسقطه نصير وابن الأنباري؛ إياك أن تفهم من إسقاطهما عدم حكم (٦)، كَلَّا بل أخرجاه من متفق التاء ومختلِفِها ففهم من كلامهما أنه متفق الهاء عندهما؛ ولذا نبهك بقوله: فجُدْ نظرا؛ على فَهْم كلامِه، وحَمْلِهِ على مَرامِه؛ فالأربعة؛ قال في المقنع: بالتاء في المدني، وكذا ما في الأعراف والله سبحانه أعلم.

٢٧٩ - تمَّت عقيلة أتراب القصائد في … أسنى المقاصد للرسم الذي بهرا

العقيلة؛ النفيسة الجيدة الكريمة؛ فالدرة عقيلة البحر، والمرأة الحسناء عقيلة الحيِّ، والعقيلة من الإبل؛ أي: الكريمة (٧)، و"أتراب"؛ جمع تِرب بكسر أوله؛ أي: لِدَات ومستويات في السن والصفات، ويقال هذه ترب هذه؛ أي: لِدَتُها في سنِّها ومماثلتها، ومنه قوله تعالى: {أَتْرَابٌ} [ص: ٥٢].

وله -رضي الله عنه- قصائد عديدةٌ فجعل هذه عقيلَتهن لكونها حميدة، والقصائد؛ جمع القصيدة وهي من النظم ما اتحد حروف رَوِيِّه، ويقابله الأرجوزة،


(١) آية [الأعراف: ١٣٧] هي قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} وأما آيتا يونس وغافر فمرَّتا قريبًا وهو في المقنع صـ ٧٩.
(٢) يعني ابن الأنباري.
(٣) يعني نصير.
(٤) وهي موضع الأنعام والأعراف وموضعا يونس وموضع غافر.
(٥) أي: قول الناظم في البيت رقم ٢٧٥ ...... : أسقطه نصيرهم وابن الأنباري .. إلخ
(٦) كذا في (بر ١) و (ص)، وفي (س) و (ز ٤) و (ز ٨) "حكمه".
(٧) ذكر هذه المعاني في اللسان ١١/ ٤٦٣ مادة "عقل".

<<  <   >  >>