للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيره، فإن سيبويه (١) قد قال في ذلك: (وقرأ بعض الموثوق بهم: {أَتُحَاجُّونِي} [الأنعام: ٨٠]، و {فَبِمَ تُبَشِّرُونِ} [الحجر: ٥٤] وهي قراءة أهل المدينة (٢) (٣) كذا نقل عنه أبو بكر الأُدْفُوِي (٤) في الإبانة) (٥).

١٠٧ - أَشَدَّ مِنْكُمْ له أَوْ أَنْ لكُوفِيَةٍ … والحذفُ في كَلِمَاتٍ نافعٌ نَشَرا (٦)

بألف الإطلاق على بناء الفاعل، والضمير في "له" للشامي، أي: "نشر" ذلك وذكره (٧)، والرواية بتخفيف الياء من قوله: "لكوفية" للضرورة.

والمعنى: أن قوله تعالى في سورة المؤمن [آية: ٢١]: {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ} رسم في المصحف الشامي بالكاف كما نطق، وفي بقية المصاحف بالهاء، وقرأ ابن عامر بالكاف، وغيره بالهاء (٨)، ورسم قوله تعالى {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ}


(١) هو إمام النحو حجة العرب؛ أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي ثم البصري، طلب الفقه والحديث مدة ثم أقبل على العربية فبرع وساد أهل العصر وألف فيها كتابه الكبير لا يدرك شأوه فيه، أخذ النحو عن عيسى بن عمر ويونس بن حبيب والخليل وأبي الخطاب الأخفش الكبير، كان فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته وانطلاق في قلمه، وقد تعلق من كل علم بسبب وضرب بسهم في كل أدب مع حداثةِ سِنِّهِ، عاش ٣٢ سنة، مات سنة ١٨٠ وهو أصح. اهـ من سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٥١.
(٢) أي: بتخفيف النون وكسرها، وانظر: النشر ٢/ ٢٥٩ - ٢٦٠ و ٣٠٢، والكشف ١/ ٤٣٦ - ٤٣٧ و ٢/ ٣٠، والإقناع ٢/ ٦٤٠ و ٦٨٠.
(٣) انظر: كتاب سيبويه (٣/ ٥١٩ - ٥٢٠).
(٤) هو: محمد بن علي بن أحمد الإمام المصري المقرئ النحوي المفسر، قرأ القرآن، وبرع في علوم القرآن وكان سيد أهل عصره بمصر، قال أبو عمرو الداني: (انفرد أبو بكر بالإمامة في وقته في قراءة نافع مع سعة علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وتمكنه من علم العربية وبُصْرِه بالمعاني، روى عنه القراءة جماعة من الأكابر، وعاش ثلاث وثمانين سنة) توفي في سابع ربيع الأول سنة ٣٨٨. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٣٥٣ ترجمة رقم (٢٨٠).
(٥) إلى هنا كلام السخاوي غير أن الذي فيه الأنباري مكان الأُدْفُوِي، ويبدو أنه خطأ من النساخ، والصواب ما نقله المؤلف عن السخاوي.
(٦) المقنع صـ ١١، ١٣، ١٤، ١٠٦، أرجأ المؤلف شرح الشطر الثاني من البيت مع البيت الذي يليه لتعلقه به.
(٧) وقال الجعبري في الجميلة صـ ١٦٢: (وذكر -أي أبو عمرو- فيه -أي في المقنع صـ ١١، ١٣، ١٤ - في باب: ما رسم من المصاحف بالحذف بسنده إلى نافع الكلمات الأربع كل واحدة في سورتها، وهذا معنى نشرها).
(٨) انظر: النشر ٢/ ٣٦٥، والكشف ٢/ ٢٤٢، والإقناع ٢/ ٧٥٣.

<<  <   >  >>