كتاب الهبات السنية العلية على أبيات الشاطبية الرائية

من سورة ص إلى آخر القرآن وليس في صاد شيء - ١٠٩ - لكن في فصلت ثبت أخيرهما ... والحذف في ثمرات نافع شهرا - ص: 251

الأُخَرُ فقرئت في المشهور بالتوحيد والجمعِ (١) انتهى (٢)، وصرح به نافع وسكت غيره فهذا أيضا اتفاق سكوت (٣) بخلاف قوله: واتفقوا.

والمعنى: أن النَّقَلَة اتفقوا على السَّمَاوَاتِ في حذفين: حذف الألف التي بعد الميم، والتي بعد الواو، ولم يقرأ أحد من السبعة ولا من غيرها بحذفهما ولا بحذف أحدهما، وهذا الحكم عام في جميع السَّمَاوَاتِ مُعَرَّفَةً ومُنَكَّرَةً، ولم يختص بهذا الربع.

١٠٩ - لكِنَّ في فصلتْ ثَبْتٌ أخيرُهُما … والحَذفُ في ثَمَرَاتٍ نافعٌ شَهَرَا (٤)

بألف الإطلاق والضمير لنافع، ومعنى البيت: أن الألف الأخيرة في لفظ السَّمَاوَاتِ -المراد بها جنسها مُعَرَّفًا أو مُنَكَّرًا- الواقعة في سورة فصلت [آية: ١٢] وهي قوله تعالى: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} ثابتة في الرسم بخلاف الألف الأولى فإنها محذوفة فيها أيضا كسائر المواضع.

قال أبو عمر الداني: (حذفوا الألف التي بعد الواو في السَّمَاوَاتِ و سَمَاوَاتٍ في جميع القرآن إلا في موضع واحد فإن الألف مرسومة فيه وهو قوله في فصلت: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} فأما الألف التي بعد الميم فمحذوفة من كل موضع بلا خلاف) (٥).

---

(١) أي: موضعا يونس وموضع المؤمن، فقد قرأها بالجمع نافع وابن عامر وأبو جعفر، وقرأها الباقون بالتوحيد، انظر: النشر ٢/ ٢٦٢، والإقناع ٢/ ٦٦١، والكشف ١/ ٤٤٧.
(٢) أي: من نقله عن الوسيلة للسخاوي صـ ٢١٩، مع أنه لم يسبق تنويهه بالنقل منه، وكل ما بين القوسين منه.
(٣) سبقت الإشارة في شرح البيت ٨٠ إلى أن غير نافع إن لم يُنقَل عنه مخالفة لنافع فهو موافق له، بقوله: (وقد نقل نافع قَصْر الموضعين ولم يتعرض لهما غيره فدل أنهما متفقا الحذف في كل الرسوم)، وقال الجعبري في الجميلة صـ ١٤٥ في شرح البيت ٨٠: (بخلاف اتفاق الأول فإنه اتفاق سكوت، أي: نقل نافع ولم يخالفه أحد).
(٤) المقنع صـ ١٣.
(٥) انظر المقنع صـ ١٩ باب: ما حذفت منه الألف اختصارًا.