للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اعتقد أن الألف حذفت منه كما حذفت في نحو: {إِبْرَاهِيمَ} (١) {وَإِسْمَاعِيلَ} (٢)، والهمزة لم يصور لها صورة وهذه الياء هي التي في اللفظ، ومن قرأ بحذفِ الياء فقد اعتقد أن هذه الياء صورة الهمزة وحذفت الياء بعدها لئلا يجتمع ياءان في الخط وقد فعل نحو ذلك في {إِسْرَائِيلَ} (٣)، ومن قرأ بحذفهما على وزن مفتاح قدّر أن هذه الياء صورة الألف لأن حروف المد يقلب بعضها بعضًا في القراءة فكذا في الكتابة، وقرأ ابن محيصن (٤) مِيكَئِل بصورة الرسم على وزن ميكعل (٥).

قال الجعبري (٦): (هذه العبارة (٧) ناقصة؛ لأنها لا تفهم البدل، وهي بياء بعد الكاف بلا ألف في مصحف الإمام وكذا في بقية المصاحف).

قلت: ولعله اكتفى برسمه في البيت مركوزًا، فتكون الدلالة مرموزًا، ولا يبعد أنه جعل قراءة ابن محيصن أصلًا ضرورةً حيث إنه لغة ومع هذا لو قال:


(١) وردت في القرآن مرارا، أولها: [البقرة: ١٢٤].
(٢) وردت في القرآن مرارا، أولها: [البقرة: ١٢٥].
(٣) وردت في القرآن مرارا، أولها: [البقرة: ٤٠].
(٤) محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي مولاهم المكي قارئ أهل مكة مع ابن كثير وحميد الأعرج، ذكر في اسمه ستة أقوال، وله رواية شاذة في كتاب المبهج وغيره، وهو في الحديث ثقة احتج به مسلم، قرأ القرآن على سعيد بن جبير ومجاهد، وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وغيره، توفي سنة ١٢٣. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار (١/ ٩٨) ترجمة رقم (٣٨).
(٥) عزاها في المحتسب (١/ ٩٧) إلى ابن هرمز الأعرج وابن محيصن، وقال في زاد المسير (١/ ١١٩): (فأما ميكائيل ففيه خمس لغات:
إحداهن: ميكال مثل مفعال بغير همز وهي لغة أهل الحجاز وبها قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم.
والثانية: ميكائيل بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة مثل ميكاعيل وهي لغة تميم وقيس وكثير من أهل نجد وبها قرأ ابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم.
والثالثة: ميكائل بهمزة مكسورة بعد الألف من غير ياء مثل ميكاعل وبها قرأ نافع وابن شنبوذ وابن الصباح جميعًا عن قنبل.
والرابعة: ميكئل على وزن ميكعل وبها قرأ ابن محيصن.
والخامسة: ميكائين بهمزة معها ياء ونون بعد الألف ذكرها ابن الأنباري).
(٦) انظر: الجميلة صـ ٩٥.
(٧) أي: عبارة الشاطبي في البيت.

<<  <   >  >>