للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الجعبري: (والحاصل أن الناظم نقل وجهين في حذف النون ورجح الإثبات (١)، أما وجه الإثبات فظاهر (٢)، وأما وجه الحذف فللتنبيه على أنها مخفاة حملًا على الإدغام بجامع الستر كـ {جَنَّةٍ} و {عَمَّ} [النبأ: ١] فكما يحذف المدغم (٣) في الخط فكذا المخفى) (٤) انتهى.

وفيه أنه لا نظير له كما لا يخفى (٥) وقد أغرب السخاوي (٦) حيث قال: (بل هذا أولى؛ لأن الحرف المدغم منفصل وهذا متصل) (٧)، ثم (٨) هذين الموضعين أيضًا من الزيادات على المقنع (٩)، لكن نقل في


(١) أسقط المؤلف ههنا كلاما مهمًّا للجعبري ونصه: (فقول الشارح: لم يذكر في المقنع هذين الموضعين غيرُ سديد، ولعله من اختلاف النسخ) وستأتي الإشارة إلى أهميته بعد قليل.
(٢) ذكره الجعبري بقوله: (وجه إثباتهما الأصل، الأولى صورة المضارعة والثانية صورة الفاء).
(٣) في حاشية (ل): "كذا وجد في الأصل".
(٤) انظر: الجميلة صـ ١٣٠ بتصرف، ومعناه في الوسيلة صـ ١٦٢.
(٥) حاصل تعقبه على الجعبري: أنه لا يوجد في مرسوم المصاحف حذف حرفٍ؛ للتنبيه على أنه مخفى حملًا على الإدغام.
(٦) وجه إغراب السخاوي: أنه جعل حذف النون من: (عن ما) حيث رسمت (عَمَّ) للإدغام -مع أن المحذوف منفصل عما بعده- دليلًا على جوازه من باب أولى في المتصل به، -كننظر وننصر- مع أنه لا تأثير للانفصال والاتصال في المسألة، فكم من متصلين مظهرين كـ (يَنْهَوْنَ) و (يَنْئَوْنَ)، ومنفصلين مدغمين كـ (عَمَّ) و (مِمَّا)، إنما التأثير في ذلك للمخارج والصفات.
(٧) انظر: الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ١٦٢.
(٨) كذا في (ل) و (س) و (ز ٤) و (ق) و (ف)، وفي نسخة (بر ١) في الحاشية: "كذا وجد في أصل المؤلف"، وفي (ز ٨) في المتن "ثم -كذا وجد في الأصل- هذين"، وفي (ص) في المتن "ثم -كذا وجد في أحد المؤلف- هذين"؛ وسببه أن "هذين" حقها الرفع أو زيادة "إنَّ" قبلها، وكلاهما غير متحقق فلذا كتب المعلق ما كتب، وفي نسخة (بر ٣) "هذان الموضعان".
(٩) بل هما فيه؛ أما موضع يونس [آية: ١٤] فقد ذكره في صـ ٩٠ بسنده عن محمد بن عيسى عن أبي حفص الخزاز قال في يونس: {لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} بنون واحدة ليس في القرآن غيرها، وكذلك روى محمد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحرث أنه وجدها في الإمام بنون واحدة، قال أبو عمرو: ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف، وقال محمد بن عيسى: هو في الجدد والعتق بنونين)، أما موضع غافر فقد ذكره في صـ ٩٩ قال: (ورأيت أبا حاتم قد حكى عن أيوب بن المتوكل أنه رأى في مصاحف أهل المدينة في: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا} [غافر: ٥١] بنون واحدة ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف)، فإن كان قصد المؤلف أن أبا عمرو لم يذكر هذين الموضعين في المقنع
فهو وَهَمٌ تابع فيه السخاوي كما في الوسيلة صـ ١٦١، والعجيب أن المؤلف قد نقل عن الجعبري الكلام الذي أشرت إليه قبل قليل وفيه تعقب للسخاوي في وهمه هذا، أما إن كان قصد المؤلف أن الداني لم يقره بل رده بقوله في الموضعين: (ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف)، وفي الموضع الثاني بقوله: (وقال محمد بن عيسى: هو في الجدد والعتق بنونين) فنعم.

<<  <   >  >>