للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونصب شام قليلًا منهم كثرا (١)؛ لظهر أمره بلا مِرا، لاشتماله على كتابة الشامي وقراءته، ثم يجوز ضم المثلثة في "كثرا" أيضًا أي: كثر نقله، لا يقال: "نصب شام" يوهم أنه أراد به القراءة؛ لأنا نقول: هذا الكتاب موضوع لبيان رسم الكتابة، ويتزن البيت بضم ميم الجمع.

وأما قوله: " وَبِالْكِتَابِ " فمعطوف على وَبِالزُّبُرِ، والتقدير: " وَبِالْكِتَابِ " "رسم الشامي" والحال أنه قد ثبت الخلاف في إثبات ألفه وحذفه (٢) رسمًا وكتابةً (٣)، وكذا اختلف فيه عن ابن عامر قراءةً فأثبت عنه هشام (٤) روايةً.

ثم اعلم أن (٥) (جميع ما في هذا الحديث وما قبله مما ذكره أبو عمرو في المقنع (٦) وقال: إنه سمع من غير واحد من شيوخه أن في مصاحف المدينة والشام - {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ} [آل عمران: ١٣٣] بغير واو قبل السين، وفي سائر


(١) يعني بدل قوله في البيت: وَرَسْمُ شامٍ قَلِيلًا منهمُ كَثَرَا.
(٢) بل ثبت الاتفاق على حذف ألفه لأنه ليس من المواضع الأربعة المستثناة في الرعد والحجر والكهف والنمل التي سيأتي بيانها في"باب الحذف في كلمات يحمل عليها أشباهها" شرح البيت (١٤٣)، فلعله سبق قلم من الشارح إذ الحديث هنا في إثبات الباء في " وَبِالْكِتَابِ " لا الألف بدليل بقية كلامه؛ إذ ابن عامر قرأ: " وَبِالْكِتَابِ "؛ بإثبات الباء كما في مصحف الشام، ولم يقرأ بحذف الألف من"كتاب"في هذا الموضع أحد من العشرة لا ابن عامر ولا غيره.
(٣) قوله "رسمًا وكتابةً" من باب عطف الشيء على نفسه لأن الرسم هو الكتابة، ومن أمثلته في كتاب الله {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} [الأعلى: ٢ - ٤].
(٤) في بعض النسخ (ابن ذكوان) والصحيح ما أثبتناه كما في النشر ٢/ ٢٤٥، ٢٤٦، والإقناع ٢/ ٦٢٤.
(٥) من هنا منقول من الوسيلة للسخاوي صـ ١٢٧ - ١٢٨.
(٦) في باب: ذكر ما اختلفت فيه مصاحف أهل الحجاز والعراق والشام المنتسخة من الإمام بالزيادة والنقصان، صـ ١٠٢ - ١١٤.

<<  <   >  >>