للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"العراق"، قال أبو عمرو: (ولم أجد ذلك في شيء من مصاحفهم ولا أحد منهم قرأ به) (١) انتهى.

ولا يخفى أن شارح الخطب الأربعين ذكر أنه قرئ: {وَالْجَارِ ذَا الْقُرْبَى} بالنصب على الاختصاص تعظيمًا وتنبيهًا على عظم حقه، ثم اكتفى الناظم بقوله: " ذَا الْقُرْبَى " عن بيان نصه، فلو قال: وَنَصْبُ وَالْجَارِ ذَا الْقُرْبَى؛ لكان أظهر.

وفي شرح السخاوي: (وهذا البيت مما قد رواه أبو عمرو عن شيوخه، قال: وقال الفراء: في بعض مصاحف أهل الكوفة {وَالْجَارِ ذَا الْقُرْبَى} بالألف، قال أبو عمرو: "ولم أجد ذلك في شيء من مصاحفهم ولا قرأ به أحد منهم"، قلت: قرأ بذلك ابن قيس (٢) وابن خثيم (٣) وأبو حصين وابن أبي عبلة (٤) وابن قائد، وذلك مع جر الراء من الجار) (٥) انتهى.

وهو لا ينافي ما سبق عن أبي عمرو لأنه أراد نفي القراءة المتواترة، ثم قال أبو عمرو (٦) بسنده (عن خالد بن اسماعيل بن مهاجر الزهري قال: قرأت على حمزة الزيات {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} ثم قلت: إن مصاحفنا " ذَا " فما أقرؤها؟


(١) المقنع صـ ١٠٣ وسيأتي قريبًا تكرار نقل هذا النص في ضمن نقله من الوسيلة.
(٢) عطية بن قيس أبو يحيى الكلابي الحمصي الدمشقي تابعيٌّ قارئُ دمشقَ بعد ابن عامر، ولد سنة ٧ في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وردت عنه الرواية في حروف القرآن، عرض القرآن على أم الدرداء، مات سنة ١٢١. اهـ من الغاية ١/ ٥١٣ ترجمة (٢١٢٥) وانظر: الطبقات ١/ ١٠٢ ترجمة (٤٣).
(٣) الربيع بن خثيم؛ أبو يزيد الكوفي الثوري، تابعي جليل، أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود، قال له ابن مسعود: لو رآك محمد -صلى الله عليه وسلم- لأحبك وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين، مات في ولاية عبيد الله بن زياد يعني قبل سنة ٩٠. اهـ من الغاية ١/ ٢٨٣ ترجمة (١٢٦٣).
(٤) أبو اسماعيل ابراهيم بن شمر (وهو أبو عبلة) بن يقظان بن المرتحل الدمشقي، ثقة كبير تابعي، له حروف في القراءات واختيار خالف فيه العامة، في صحة إسنادها إليه نظر، قال: قرأت القرآن على أم الدرداء الصغرى -هجيمة الأوصابية- سبع مرات، وأخذ أيضًا عن واثلة بن الأسقع، توفي سنة ١٥١ وقيل غير ذلك. اهـ من الغاية ١/ ١٩ ترجمة (٧٢).
(٥) الوسيلة إلى كشف العقيلة ص ١٣٢.
(٦) الذي قال ذلك هو السخاوي في الوسيلة صـ ١٣٣ لا الداني كما قال المؤلف رحمهم الله.

<<  <   >  >>