للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحدها: الإخبار عن الغيوب الواقعة في الحال والاستقبال.

والثاني: النظم البديع، والأسلوب المنيع، الغاية في الفصاحة، والنهاية في البلاغة.

والثالث: أن مُتَحَدِّيهِ كان أمِّيًّا معلومَ الحال في عدم الاشتغال برواية الأقاصيص والأخبار، وقد أتى بعظيمات الأمور، ومهمات الدهور، من زمن آدم، إلى ختم العالم.

وزاد بعضهم وجها رابعًا، وطريقًا رابعًا (١): وهو أنه يزداد بإكثار تكراره حلاوة وفي التأمل في آثاره طراوة كما أشار إليه الشيخ الناظم في لاميَّتِه بقوله:

وترداده يزداد فيه تجملا (٢)

ويؤيده ما قال بعضهم: إن معنى القرآن معجز بحسب المعنى، كما أنه معجز بحسب المبنى، لأن الاطلاع عليه خارج عن طوق البشر كما نقل أن تفسير الفاتحة أَوْقارٌ من العلم، فأنَّى للبشر الغوصُ على لآليه، والإحاطةُ بكُنْهِ ما فيه، هذا ولم يظهر وجه إيراد هذه المسألة، في أثناء بيان الرسوم المجملة والمفصلة (٣)، اللهم إلا أن يقال: هذا توطئة لإبطال مسيلمة الكذاب (٤)،


(١) قال لسان العرب ٨/ ١٠٤: (وربيع رابع؛ مخصب؛ على المبالغة)، وقال في ٨/ ١٠٨: (ورباعة الرجل؛ شأنه وحاله التي هو رابع عليها، أي: ثابت مقيم) ولا يبعد أن يكون مراد المؤلف بقوله وطريقا رابعًا أحد هذين المعنيين وإلا كان كالتكرار لقوله وجهًا رابعًا.
(٢) البيت رقم (١١) من الحرز وصدره: وخير جليس لا يمل حديثه.
(٣) ولكنه ظهر لبعض العلماء قال محمد طاهر الكردي المكي الخطاط في كتابه تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه صـ ٦: (ولقد صدق من قال: كما أن القرآن معجز في ذاته فخَطُّهُ معجز أيضًا وإلى هذا المعنى أشار العلامة الشيخ محمد العاقب بن مايأبا الشنقيطي دفين فاس -رحمه الله- بقوله:
والخط فيه معجز للناس … وحائد عن مقتضى القياس
لا تهتدي لسره الفحول … ولا تحوم حوله العقول
قد خصه الله بتلك المَنْزِلة … دون جميع الكتب المُنَزَّلة
ليظهر الإعجاز في المرسوم … منه كما في لفظه المنظوم)
(٤) ابن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي، ولد ونشأ باليمامة وتلقب في الجاهلية بالرحمن، قَدمَ على النبي -صلى الله عليه وسلم- مع وفد قومه إلا أنه تخلف، فأسلم الوفد وذكروا للنبي مكانه فأمر له بمثل ما أمر لهم، فلما رجعوا ادعى النبوة وكتب للنبي بذلك في آخر سنة ١٠ وتوفي -صلى الله عليه وسلم- قبل القضاء على فتنته
فلما ولي أبو بكر أرسل له خالد بن الوليد فقاتله واستشهد من المسلمين ١٢٠٠ رجل منهم ٤٥٠ صحابيًّا ثم انتصر المسلمون وقُتِل مسيلمة سنة ١٢، ولهشام الكلبي النسابة (كتاب مسيلمة) اهـ مختصرًا من الأعلام للزركلي (٧/ ٢٢٦).

<<  <   >  >>