للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بواجب (١)؛ فيقرأ القارئ بالإثبات في موضع الحذف، وبالحذف في موضع الإثبات، إذا كان ذلك من وجوه القراءات، ولم يذكر في المقنع حذف الألفين، وإنما قال في المقنع (٢): المتفق عليه {فَادَّارَأْتُمْ} بغير الألف ولم يحذف إلا التي هي صورة الهمزة والصحيح ما ذكره صاحب القصيدة) (٣).

كذا قاله السخاوي وهو مُوهِمٌ أن فيه شيئًا من الزيادات وليس كذلك (٤)؛ لأن مؤدَّى ما ذكراه واحد هنالك، فتأمل يظهر لك الزلل؛ فإن قوله: بغير ألف أفاد حذف الألف الأول، وقوله: ولم يحذف إلا التي هي صورة الهمزة مشيرًا إلى حذف الألف الثاني مع ما فيه من الاحتراز عن همزة الوصل، فإنها ليست صورة الهمزة في الأصل، ولذا لم يُكْتَب دائمًا إلا بالألف (٥)، ثم قوله: "هنا" المراد به سورة البقرة كما يدل عليه الترتيب وهو قيد لـ" مَسَاكِينَ " لا لـ"ادَّ ارَءْتُم" أيضًا ففيه احتراز عما في سورة المائدة [آية: ٩٥] في قوله تعالى {كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} فإنه سيذكره في محله (٦) لكن لو قال معًا بدل "هنا" لوَفَّى إلا أنه كان يفوته الإجماع هنا والخلاف هناك (٧).


(١) أي: في القراءة لا في كتابة المصاحف كما يدل عليه بقية كلامه.
(٢) صـ ٢٦ ونصه: (واتفق جميعها على حذف الألف التي هي صورة الهمزة في قوله في البقرة "فادرءتم" لا غير).
(٣) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٩٧).
(٤) بل هو كذلك فالصواب ما ذكره السخاوي فيكون من زيادات القصيدة على المقنع، وسبب تعقب القاري على السخاوي أنه اكتفى بالنظر في نقل السخاوي عن المقنع ولو رجع إلى عبارة المقنع التي نقلناها قريبا لما قال ما قال.
(٥) تقدم قريبًا أن هذا الذي يستدل به الهروي على أن الداني قد نص على حذف الألف الأولى وبنى عليه تغليط السخاوي لا وجود له في عبارة الداني في المقنع.
(٦) في البيت رقم (٦٠).
(٧) هنا: أي: في البقرة حيث حَذْف ألفِ " مَسَاكِينَ " فيها بإجماع نقلة الرسم مع اختلاف القراء فيها جمعًا وإفرادًا، وهناك: أي: في المائدة حيث حَذْفُ ألفها بخلافٍ بين المصاحف كما بينه في شرح البيت رقم (٦٠) مع اتفاق القراء على قراءته بالجمع كما سيأتي في كلام الشارح في هذا البيت.

<<  <   >  >>